الضباب الذي ينزلُ كلما استحاضتْ الشمس قبل شروقها
الأسئلة التي يكتبُها وجهُ الغيم فوق صدر مدونتي
أعمدة الدخان التي تتلوى من دق عنق الـ / نعم !!
كل شئ في الخارج يسير حافي القدمين
لا تمنحُ الحياةُ شيئاً غير صكوك الفقد
وشهادات الوفاة!
مات أبي.
لحقتْ به أمي في شهقتين وزغرودة شوق
كلاهما شد الوثاق حتى انقطعت به كلمات الرحيل
عرفتُ حينها لماذا قال الله
(فأما اليتيم فلاتقهر )!!
سيحتضنني وجه الغياب لأغرق في سبت بكائي
ويوم لا أسبتُ
سأُطلق ساقي للريح لأسابق كفني متسائلة
عمن سيحظى ببياضي؟
ومن سيلوي كفه على خيط وداعي؟
ومن سيفقأ عينيه بحثاُ عن ظلي قرب دُميتي وسريري؟
كلنا أوراق صفراء.
هذا ما قالته رمال المقبرة
وتلك القبور المشرعة أفواهها للموت
تتذوقُ رائحة البرد في غرابة الصمت الساكن بعيونها
تتدفأ بالأزهار المُلقاة على كتفها
تتلقفها في صمت مسكين
تسألُ متى يقابل الرحيل وجه الرحيل،
عرفتُ حينها لماذا قال الله (و أما السائل فلا تنهر) !!
لم يعلمني الفراق سوى لعنات الاشتياق
لم يتركْني سوى أعقاب سيجارة منطفئة قهرا
منسأتي تتآكل من تحت قدمي
مُبللة أنا بذكراهم حتى قاعي ونخاعي
مُنتظرةً سقوطي السليماني الغافل عن موعد يومه
هل صارتْ روحي ميتةً جراء فتح أيقونة الرحيل
حين قابلني وجهي في المرآة باحثاً عني
قال لي الله (وأما بنعمة ربك فحدث)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* المصدر موقع كتابة