مجموعة سعودي القانونية

 أنا سيئةٌ

أمتلئ حتى الحافة بمُضغتي السوداء
أرى الضوء وألعن الظُلمة
ثم ابقي بينهما رمادية وساخرة
أعرف كيف أكون في الدركِ الأسفل من الحب
مُمددة مُتكاسلة أهمس اللعنات كتنفسي
اُتقن لغة التضامن مع الأشياء المرفوضة
كي أكون لاذعة ومختلفة

انا السيئة
التي مدت قلبها فصار نصلاً
وغنائها فصار لهباً
ثم تكومت على بكائها تستدر محبته
أزرع مدناً خفية من البوح المُطلق
ثم بلحظة ألتهمها كتسونامي وقح
يعاني اضطراباً في الهضم
والكلام،
ولا ينام

أخلع حذائي الانثوي ببساطة
كي أسمع دبيب الأرض عبر جسدي
كي أعالج اعوجاج مركز روحي
وأيضا –بصدق- كي أتعلم كيف أطير، ولو مرة
أنا السيئة
التي تدفس جرحها في الحروف
ثم تتأملها بتشفٍ
لا يليق بنهاية مفتوحة غبية
قامت بطلتها بالانتحار مرتين
دون نجاح، ودون مبرر واضح
انا السيئة
صاحبة الأظافر المطلية
والعينين المُتبَّرة بالحزن المُغوي
تلك التي تأكل قلبها كل يوم
كي لا يهرب منها للمجهول
أو المعلوم
أنا السيئة
التي وجدت مكاناً في الحافلة
ولم تتركه للسيدة الحامل
أو العجوز المحني الظهر
ثم شاكست طفلاً وحسدت برائته
نظرت من النافذة وأطلقت أسراب ضحكها
صراخاً اأهل الحامل، والعجوز، والطفل
تماماً مثلما يحدث كل يوم
أنا تلك السيئة نفسها
التي فقدت ذات غفلة احدى قلوبها الشرسة
وبقيت تمضغ الأحزان بمعدل نبضة
لكل موت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *