إبراهيم سعودي يكتب: على من يضحك عاشور ؟
على مدار أسبوعين راح دراويش سيدي عاشور وصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وموقعه الالكتروني اللوذعي المنسوب زورا لنقابة المحامين يروجون أن عاشور سوف يعقد مؤتمرا صحفيا لعرض ميزانيات نقابة المحامين .
وعلى الرغم من أنني استبشرت خيرًا وقلت لنفسي بحسن نية : لعله يريد أن يبدأ صفحة جديدة فعلًا وعهد جديد له بكشف ما لم يكن من الممكن كشفه من قبل عن أموال المحامين التي لا يعلمون عنها شيئا .
فردت علي نفسي بسوء نية : بل لعها الضغوط التي مورست عليه من المحامين في هذا الصدد والدعاوى القضائية المقامة من البعض للكشف عن الميزانيات .
في جميع الأحوال استبشرت خيرا في البداية … المهم «هشوف ميزانية لعاشور قبل ما أموت» غير أنه سرعان ما تبدد هذا الشعور حين راح يلح علي السؤال … ولماذا يعرض عاشور الميزانيات في مؤتمر صحفي ولا يعرضها على الجمعية العمومية للمحامين المرتقب انعقادها للنظر في مسألة دمج الفرعيات أو المضي في فصلها ، قلت لنفسي في جميع الأحوال لننتظر ماذا سيعلن عاشور في مؤتمره الصحفي .
تجاوزت هذا السؤال الخبيث منتظرًا في شغف مؤتمر عاشور الصحفي الذي ما أن عقده حتى تبدد كل أمل في أي تغيير وكل شعور في أن يكون هناك أي جديد فعاشور لا يزال عاشور يتنفس سياسة، والمؤتمر ما هو إلا فرقعة سياسية تمهد لطنطنة رخيصة سوف ترددها جوقته بأنه عرض الميزانيات .
فالميزانيات المخفية في ولايتيه الأولى والثانية من 2001 وحتى 2008 ، والميزانيات المخفية في ولايته الثالثة من 2011 حتى 2014 لا أثر لها جميعًا في مؤتمره المزعوم ولا تزال مخفية، وفوجئنا بأن ما يعرضه عاشور لا يعدو أن يكون مجرد بيان غامض عن صندوق الرعاية الصحية والاجتماعية لعام 2014 في أرقام اجمالية ومبهمة تفضح الأكاذيب بأكثر مما تفصح عن الحقائق .
الكذبة الأولى أن يقول لنا أن هذه ميزانيات نقابة في حين أنه لا توجد أي ميزانيات للنقابة .
والكذبة الثانية أن يقول لنا أن هذه ميزانيات صندوق الرعاية الصحية والاجتماعية في حين أنها السنة الأخيرة وحدها بأرقام مجملة مبهمة .
والكذبة الثالثة أن يقول لنا أن هناك زيادة في ايرادات الصندوق 66 % ، في حين أن مورد الصندوق من الدمغات التي تضاعفت ما بين ثلاثمائة (300 % ) إلى خمسمائة في المائة (500 % ) يوجب أن تكون الزيادة في الايرادات متناسبة مع هذه الزيادة في الدمغات، ورغم تحصيل مقابل اجباري للعلاج بلغ مائتي جنيه عن كل مشترك، وخمسين جنيه «اتاوة على من لم يشترك»، فضلا عن أن عدم تحصيل مستحقات النقابة التي بلغت الأرقام المسبوقة بالتسعة أصفار لدى وزارة العدل من أتعاب المحاماة تثبت العجز الجسيم في ايرادات الصندوق والخلل البالغ في تحصيلها .
كل ذلك فضلا عن المآخذ الفنية على أرقام عاشور، ومنهجه في تضخيم ايرادات السنة الواحدة التي عرضها، وتسطيح المصروفات في رقم بلا أي تحليل أو تدليل حتى لا يعير أحد انتباه لما يعتري الأرقام من فساد وعوار.
وبدأ عاشور في حالة رغبة أكيدة في التصامِّ والتعامي عن أن المحامين يريدون ميزانيات نقابتهم المخفية لسنوات وسنوات، ويريدون عرضها في جمعية عمومية ليقروها أو يرفضوها لا في مؤتمر صحفي ليضحك به عاشور على الرأي العام .
لتكون الجملة الأشهر على السنة المحامين عقب هذا المؤتمر «عبط احنا يا عاشور »، وليبقى السؤال الخالد موجها لسامح عاشور بلا إجابة : فين ميزانيات نقابة المحامين ؟!!!! .
المصدر:فيتو