مجموعة سعودي القانونية

إبراهيم عيسى يكتب: انتخابات لها صور

ابراهيم-عيسى

ستوزِّع وكالات الأنباء الغربية اليوم صورا للانتخابات المصرية فيها دبابات تقف أمام لجان التصويت، وجنود جيش يمسكون بأيدى الناخبين للدخول إلى اللجنة، وكذا سلاح ضخم فى أيدى جنود فى مقدمة صورة وفى الخلفية مقر للجنة الانتخابية، وكذلك صورة للواء جيش يقف وسط الناخبين فى زيارة تفقدية.

 

هذه الصور ستحتفى بها جدًّا الصحافة العالمية وتقارير التليفزيونات الغربية لتوحى بأنها انتخابات الانقلاب العسكرى. طبعا هذه المشاهد كلها حقيقية ولكنها مكررة فى كل الانتخابات منذ «٢٥ يناير» والصور تكاد تكون نفسها لكن أحدا لم يتوقف عندها فى السنوات الماضية باعتبارها تدخلا أو ضغطا أو انقلابا بل حماية وضمانة ورعاية. لكن اليوم تبدو هذه الصور مطلوبة لتلعب دورها فى الطعن على الانتخابات وتعميق الأكاذيب والأضاليل التى يحترفها الإعلام الإمبريالى (هل تتذكر هذه الكلمة التى توقَّف الاشتراكيون عن ترديدها، خصوصا بعدما صار معظمهم يعيش على مِنح المؤسسات الغربية الإمبريالية شخصيا؟!).

 

هذه المسخرة التى ستحدث (ثِقوا بى) تتسق مع اللهفة على أى سطر من أى تافه سياسى فى مصر فى تصريح أو تهجيص على «تويتر»، يدَّعى فيه غياب الشباب أو مقاطعتهم الانتخابات، وتنطلق الببغاوات فى كل مكان للإلحاح على هذا السخف أو غيره للطعن فى شعبية هذه الانتخابات. ويبدأ من صباحية ربنا اللعَّانون الشتَّامون الندَّابون البائسون فى رمى قاذوراتهم على الشعب المصرى حين يرقص أو يفرح أو يزدحم إقبالا على التصويت، وسيبذل الكارهون الحاقدون المشتعلة صدورهم غلًّا ضد إرادة المصريين كل جهودهم الفيسبوكية المبثوثة فى أرجاء المعمورة (والعجمى والساحل الشمالى حيث يعيش بعض النشطاء!) والبيانات من منظمات مدفوعة الأجر لجهات دافعة الأجر، وحسابات «تويتر» لخدمة أهداف الجماعة الإرهابية، وسطور المراسلين للصحافة الأجنبية الذين يتصورون أنهم يعرفون مصر عندما يقرؤون حسابات خرتية مصريين مكتوبة على «تويتر».

 

وفى نفس التوقيت سيمضى الشعب المصرى فى طريقه شامخا راسخا راقصا مبتهجا مهلِّلًا مكبِّرًا يضع صوته فى صناديق الديمقراطية، يرسل رسالته إلى كل الذين تأكلهم نار الحقد والكره، العبوا بعيد!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *