نحن فى حاجة ماسة إلى استعادة الإسلام المصرى فى مواجهة إسلام التشدد والتطرف الصحراوى.
ما الإسلام المصرى؟
ببساطة شديدة هو إسلام الشيخ محمد عبده والشيخ سيد درويش، بمعنى التعايش بين الدِّين والحياة.. بين التدين والتسامح.. بين الالتزام دون تشدد ولا تطرف والإيمان دون تعصب أو تمييز.
إسلام يحترم الاختلاف ويعظِّم العقل ويرفع من شأن المرأة..
إسلام أولياء الله الصالحين وزيارة المقامات احترامًا لا تقديسًا، وحضور موالد السيدة العذراء بمنتهى الحب والحرص. إسلام زيارة المسلم للمسيحى فى بيته لتهنئته بالعيد.
إسلام يعرف أن موسى نبى وعيسى نبى ومحمد نبى، وكل من له نبى يصلى عليه.
كيف نفعل ذلك؟
ليس أمامنا إلا التعليم والإعلام.
نركز الآن فى الإعلام.. فالإعلام وسائط متعددة.
التليفزيون، وهو الأوسع انتشارًا وجماهيرية، والأسهل وصولًا.
الصحافة، وهى تخاطب دائرة معينة من الجمهور.
الإنترنت، وهو مساحة تفاعلية واسعة.
الهدف هو تسخير الوسائط الثلاثة لخدمة مشروع استعادة الإسلام المصرى.
لكن لنركِّز الآن فى التليفزيون.
الدِّين موضوع جماهيرى، وبلغة سوقٍ فجة هو سلعة لها جمهور واسع ومهم ومتعدد ومقبل ومتحمس.
الدين موضوعُ الغنىِّ والفقيرِ والمتعلمِ والجاهلِ والصغيرِ والكبيرِ.
إذن كيف نقدِّم الدِّين تليفزيونيًّا؟
لا بد أولًا أن ننسى الشكل التقليدى، لكن هذا لا يعنى أننا سنعتمد شكلًا من التجريب.
البعض يتصور أن تقديم الدِّين بشكل مختلف يعنى أن يرتدى الواعظ بدلة ويقعد على «فور فورجيه» أو يتحدث بمصطلحات إنجليزية، أو يعمل فيها «روش» ويستخدم لغة الكمبيوتر والشباب.
هذا فهم مراهق لجعل الدِّين عصريًّا!
لا بد من روح كلاسيكية متوازنة ووقور، لكن ليست جهمة ولا سخيفة ولا جامدة.
على مستوى الشكل، استعادة الإسلام المصرى بالعباية والكاكولا الأزهرية، والجلباب البلدى بصديرى، وليست الجلابية البيضاء القادمة من الصين على أنها من الحجاز!
تتنوع البرامج لتنوُّع جمهورها داخل دائرة الدِّين الواسعة، بل ونحاول أن نجذب جمهور الشباب لبرامج تبدو عميقة، ونجذب جمهور الكبار لبرامج تبدو خفيفة.
الدِّين معظمه تاريخ.
والتاريخ حَكْىٌ وقصص وروايات.
والقصص تعنى تسلية وإثارة ودهشة.
ولذلك فالتاريخ مساحة كبيرة ومهمة تنويرية وعقلانية فى المنهج.