مجموعة سعودي القانونية

ابراهيم-عيسى

نحن فى حالة حرب..

أىُّ استخفافٍ بالحرب التى يجب أن نخوضها هو خِفَّة لا تحتملها مصر.

الغرب الذى يموِّل معظم الإرهابيين -بل ويدافع عن مصالحهم فى مصر- هو الذى يحارب هؤلاء الإرهابيين عندما يلمسون حدوده.

أما نحن فقد حوصِرْنا بالإرهاب والإرهابيين وبالجماعات المسلحة، وبالفوضى المحدقة من كل جانب. غزة ونحن نعرف هذه السيطرة الإخوانية القميئة والقمعية لقطاع غزة وتشغيله ماكينة للإرهاب ضد مصر بكل صفاقة ونذالة أَلْيَق بالإخوان وبتاريخهم الخسيس وطنيًّا، ثم إخوانى آخر مرمىّ فى الجنوب هو عمر البشير الديكتاتور القمعى فى السودان، الذى نجح بإخوانيته وتطرُّفه وتحالُفه مع قوى التأسلم الإرهابى فى أن يفكِّك السودان ويمزِّقه، أما فى الغرب فنحن فى مواجهة يومية ومرعبة مع خطر الجماعات الليبية المسلحة والإرهابيين القتلة وتهريب السلاح وتفتُّت ليبيا وتمزُّقها وتحوُّلها، حسب محمود شمام الصحفى الليبى الكبير ووزير إعلامها السابق (بعد الإطاحة بالقذافى) إلى صومال خمس نجوم.. ماذا فعلت مصر لمواجهة حرب الإرهاب المحيط والمحاصِر؟

هل تريد أن تعرف المدى الذى وصل إليه الخطر؟ تعالَ نتأمل إجابة محمود شمام عن سؤال لجريدة «الشرق الأوسط» أول من أمس:

■ لكن الأغلبية لمن؟ من يمكن أن يحسم الأمر بالسلاح؟

انتبه هنا لإجابة الخبير الليبى لتعرف مأساة ليبيا والكارثة التى قد تحلّ أو ربما حلَّت فعلًا على دماغ مصر، قال شمام:

– توجد قوى قوية معظمها فى الغرب الليبى، إذا ذهبنا من الغرب إلى الشرق، فإن معظم الميليشيات موجودة فى الغرب، هناك «الزنتان» التى لديها من ثلاث إلى أربع ميليشيات، وهى ميليشيات قوية ومسلحة تسليحًا جيدًا، وهى قوة لا يمكن إنكارها فى غرب طرابلس.

وتوجد كذلك قوة فى «الزاوية».. ثم نجد أيضًا هناك ما يسمى «ميليشيات طرابلس»، وهى فى معظمها «ميليشيات أمنية»، مثل «النواصى»، و«اللجنة الأمنية العليا»، (وأنا أعدّها ميليشيا وليست جسمًا يتبع السلطة). ثم هناك (ميليشيا) «مهيتيقة»، وهى مجموعة (عبد الحكيم بلحاج)، وهى متمركزة ولها امتدادات فى «سوق الجمعة» وفى «تاجوارء» «معتيقة» و«سوق الجمعة» هى «ميليشيات» مؤدلجة، وكلها تتبع تيارًا إسلامويًّا متدرج الشكل، وأحيانًا يتفق مع الإخوان المسلمين وأحيانًا تكون الخلافات بينهم. ثم هناك بعض الميليشيات، التى هى ميليشيات -إن صح التعبير- طرابلسية، ثم داخل طرابلس هناك الكثير من المنظمات غير الشرعية التى تتاجر فى المخدرات وتتاجر فى الخمور وغيرها، ولديها قوة عسكرية ظاهرة.. ثم تأتى مصراتة (إلى الشرق قليلًا من طرابلس) كثقل كبير جدًّا، وربما هى أقوى الميليشيات.

وتوجد فيها أكثر من مئة ميليشيا، ولكنها فى النهاية هى قوة مصراتة العسكرية الأساسية، وفى سرت هناك وجود للجماعات الإسلامية المتطرفة. وأيضًا هناك كتيبة صلاح بوحليقة، وهى تدخل أيضًا ضمن هذه النطاقات التى تَحدّثنا عنها. ثم نأتى إلى الشرق الآن «السيد الحضران (أحد الداعين إلى الفيدرالية فى الشرق)، الذى يسيطر على منابع النفط لديه أيضًا قوات. وربما هذه القوات انقسمت بعد انسحاب السيد صديق الغيثى (أحد قيادات الشرق) منها، ثم أيضًا هناك الميليشيات التى تحاصر بنغازى وهى ميليشيات «أنصار الشرعية» و«17أكتوبر» و«رافالله السحاتى»، ثم نأتى إلى درنة التى يسيطر عليها سفيان جومة (متهَم بموالاة تنظيم القاعدة)»، وجماعة الجهاديين، وبالتالى فهذا هو التنوع الكبير والخطير فى هذه الميليشيات.

أخدت بالك من هذا العدد الهائل من الميليشيات والجماعات المسلحة وتفكُّك بلد مجاور صار قنبلة من الخطر على مصر؟ ثم سُئل محمود شمام:

■ هل التيارات الإسلامية المسلحة تمثل خطرًا؟

– بطبيعة الحال، تمثل خطرًا.

■ هل لأنها الأغلبية؟

– لا.. بل لأن لديها أيديولوجية محددة ولديها تصميم واضح جدًّا.. هم يقولون «تطبيق» شرع الله أو لا شرعية.. ولكن شرع الله هذا غير محدَّد، لأن هؤلاء يقولون شرع الله فى بلد إسلامى بطبيعته، وهو بلد فى معظمه سُنى وفى معظمه مالكى، ويقولون ذلك كأن هذه البلاد لا تعترف بشرع الله، وبالتالى فهذه الأيديولوجيات المتطرفة خطيرة، لأن أيديولوجيتها أممية وليست محلية، بمعنى أنك تستطيع أن تتفاهم مع مصراتة أو مع الزنتان أو مع الورشفانة أو مع سوق الجمعة أو تاجوراء، ولكن لا تستطيع أن تتفاهم مع ميليشيا هى فى الواقع تضم جزائريين وموريتانيين وأفغانًا وشيشانًا، وأفارقة يأتون من مالى، وبالتالى أصبحت هذه الجماعات الإسلامية المتطرفة جماعات خطيرة، لأنها أولًا جماعات إقصائية تريد أن تُقصِى كل من لا يفهم الدين الإسلامى بمنظورها هى، وهى مجموعات عنيفة وتتحمل مسؤولية جزء كبير من القتل. إذن هذه المجموعات هى مجموعات صغيرة ومجموعات معزولة سياسيًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا فى المحيط الموجود فيه، لكن هذه المجموعات تستطيع أن تتحكم فى مفاصل الحياة اليومية لليبيين وأن تجعل هذا البلد متوترًا لفترة طويلة جدًّا، ومفتوحًا على كل الاحتمالات القادمة مع الناشطين والمتطرفين من دول شمال إفريقيا.

ها.. هل انتبهت لحجم الخطر؟! وهل عرفت أن مصر إذا لم تكن تواجه حربًا ضد الإرهاب فيجب عليها أن تبدأ فورًا فى حدودها وقبل أن يصل إلى حدودها، وربما ما بعد حدودها، قبل أن يفوت الأوان؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *