يتحمل السيد الرئيس عدلى منصور مسؤولية حادثة قطار دهشور كاملة غير منقوصة، كما يتحمل كل مشكلاتنا وحوادثنا أولًا بحكم موقعه، وثانيًا بسبب أننا لا نراه رقيبًا حسيبًا آمرًا ناهيًا رادعًا لحكومته التى هو رئيسها الأعلى، فيتركها حرة من الحساب (حيث لا مجلس شعب ولا رقابة أو مساءلة ولا أى حاجة).
لقد أغلقت السكة الحديد لأول مرة فى تاريخها شهرين وأكثر متعطلة عن العمل، من منتصف أغسطس الماضى بسبب حظر التجول والحذر من الإرهاب، فهل استغلت الحكومة، كما قلنا وألححنا، هذه الفترة فى إنهاء مشكلات المزلقانات وفى معالجة عيوب وأخطاء الأماكن التى تكثر فيها حوادث الموت وكوارث صدام القطارات مع السيارات والعربات العابرة، ومنها مثلًا البدرشين ودهشور وغيرها من المناطق المنكوبة التى تشهد كل موسم مصيبة سوداء.
لا أظن أن أحدًا كما هو واضح تحرك فقد نامت نواطير السكك الحديد فى الإجازة، وكلما سألنا طلعت علينا الإجابات النظرية والدراسات المعدة من سنوات للتنفيذ (بعد الحادثة وموت الضحايا خرج علينا الوزير بقرار بناء كوبرى فوق المزلقان.. وحياة النبى!).
إنه الإهمال والرعونة من هيئات حكومية، والبطء وغياب المبادرة واللا مبالاة من حكومة تحس بقوة أنْ لا أحد يقدر يقرب منها لحرج الموقف وضيق الوقت، ثم هناك سيادة الرئيس الذى نحبُّه ونقدره، لكنه يتعامل معنا باعتبار الرئاسة دار ممر، لا مقر، فلا يتورط فى تفاصيل الواقع ولا ينغمس ليل نهار فى مشكلاتنا ويترك الأمر مطلقًا وسائبًا لحكومة -هو قبل غيره- يعرف هشاشتها ومدى ضعفها وبطئها القاتل وبرودها المذهل.
إن دماء المصريين التى نزفت فى دهشور فى عنق الرئيس عدلى منصور والجد الكبير حازم الببلاوى، ولا يمكن أن تسمح الظروف التى تعانى فيها مصر من إرهاب الإخوان القتلة والمجرمين أن تنسينا أو تدفعنا لتجاهل وضع المسؤولية على أعناق أصحابها الحقيقيين من رئيس أو رئيس حكومة.
سيدى الرئيس: حتى لو أنت رئيس مؤقت فأنت مسؤول عن كل يوم وساعة تتحمل فيها مسؤولية البلد، وليست المسؤولية أن تترك الأمور فى يد الببلاوى ونائبَيْه، فالثلاثة بلا خبرة الدولة، ولا قدرة على إدارة بلد ولا يملكون أكثر من وطنية مخلصة ونقاء إنسانى بديع، لكن ولا أى حاجة عملية، فكل ملفاتهم فاشلة ومرتبكة ومشوشة ومشتتة، إذا كملتها كده مؤقت، فلا علاج ولا معالجة ولا مسؤولية كاملة ولا محاسبة شاملة، ولو هذه عقيدتك فمن باب أولى أنْ تضغط لتقصير المدة الانتقالية وتجرى انتخابات رئاسية وبرلمانية فى يوم واحد كى ترفع بسرعة عن كاهلك وكاهل مصر عبء الرئيس المؤقت وحكومته المؤقتة المقصِّرة.
دماء ضحايا حادثة السكة الحديد أمس فى رقبة الرئيس وحكومته، كما دماء الشهيد الضابط محمد مبروك الذى اغتاله الإخوان المجرمون (سأنتظر من يقول انتظِروا التحقيقات!) والمتروك وحده بلا حراسة ولا حماية ليتلقى رصاص الإرهاب، كما مصر كلها متروكة وحدها تتلقى رصاص الإهمال واللا مسؤولية من متوسطى الكفاءة الإدارية ومنعدمى الخبرة القيادية الذين يحكمون حكومتها!