مجموعة سعودي القانونية

رغم غياب الشفافية عن أغلب القضايا التي كان يجب على الرئاسة إشراك الرأي العام المصري فيها واكتفائها بمشاركة حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان في مناقشتها, إلا أن الرئاسة قررت هذه المرة إذاعة حواراً وطنياً يناقش قضايا إستراتيجيه تمس الأمن القومي للبلاد علي الهواء مباشرة.. وبغض النظر عن أن من وجهت إليهم الدعوة قوي سياسيه غير متخصصة في أمور الري فإن الحوار الذي شاهده العالم يدل على الطريقة العبثية والعشوائية التي تدار بها شئون البلاد.

ولو حدث ما حدث في أي دوله من دول العالم المتقدمة لن يقف الأمر علي إقالة المسئول عن ذلك ولكن محاسبته أيضاً فلسنا في اجتماع خاص في دوار العمد أو حوار علي مصطبة في أمور عاديه.!!
أما ولأن المسئولين عن هذه الفضيحة من الأهل والعشيرة فبالتالي سيغض الطرف عما حدث وستستمر الأمور وكأن شيئاً لم يكن.. وفي النهاية سيتم كيل الاتهامات للإعلام الفاجر الذي يريد أن يزعزع استقرار الوطن ويبث الفتنه لكراهيته للرئيس وجماعته !!

لم يأت لنا الحوار بنقاط حل للمشكلة لكنه أتي لنا بعقليات تافهة تنم عن فكر طفولي لا نستطيع من خلاله أن نستوعب أن هؤلاء هم الذين يديرون كل حوار يدعو له الرئيس .. أتي لنا الحوار بجمل خاليه من المسئولية خاليه من التعامل مع الملف المطروح بحساسية تتوافق مع حساسية قضيته.. وفى سابقه أجزم أنها الأولى من نوعها ناقش الحوار الحلول الإستراتيجية السرية والمخابراتية أمام القاصي والداني .
مثل اقتراحات البعض بضرورة التدخل العسكري والاختراق السياسي لخصوم أثيوبيا.. مما أثار سخرية كل من تابع ومن لم يتابع الحوار , فقد اقترح السيد أيمن نور تدخلاً مباشراً في الشأن الأثيوبي عن طريق تسريب معلومات تهدد الأثيوبيين

أما حسن الشافعي ” طبعاً مش بتاع اراب أيدول” لكن رئيس المجمع اللغوي , ولا أعلم ما جدوى حضوره في مناقشة أمر كهذا ,إلا إذا كان اقتراحه خاص بمنع تدريس اللغة العربية في المدارس العربية هناك !!
لكن للأسف فقد أتانا السيد حسن باقتراح عبقري وعلى الهواء مباشرةً بدعم القوي المعادية لإثيوبيا مثل جيبوتي واريتريا وحركات التمرد
ولو كنت من إثيوبيا لطالبت بمحاسبة مصر دولياً ورفعت قضيه عليها وعلى كل من كان في الاجتماع بما فيهم السيد الرئيس نفسه, محتواها التحريض والتدخل في الشأن الداخلي والتهديد بإعلان الحرب

أما السيد عصمت السادات فاقترح إقامة مباراة كرة قدم بين البلدين لإزالة الخلاف,, ولكنه نسي يقول على أن ترشي مصر حكامها و تترك مصر لهم نتيجة المباراة ,,
أما السيد عمرو خالد وعلى طريقته في برنامجه بسمة أمل اقترح استخدام شركات دعاية وإعلان عالميه ومصريه في نفس الوقت” ويبدو إنه متأثراً بالفواصل الإعلانية في برنامجه ” !!

هذه هي العقول المسئولة عن حل مشكلاتنا أيها السادة .. ضعف, سطحيه, وضحالة في التعامل مع الأزمات.
أوقن إن أثيوبيا الآن وبعد العبثية والحوار الهزيل الذي شاهدته بالأمس تبددت مخاوفها تماماً من أن يكون لمصر أي رد فعلي إيجابي.. وسوف تتمادى في بناء السدود وتمضى قدماً في إقامة مشروعاتها دون أي خوف من أي ردة فعل مصريه تعوق ما بدأت به.
فهذه هي نخبتنا وهذه هي معارضتنا وهذه هي رئاستنا ,لا مسئوليه ولا وعي ولا إدراك
وإذا كانت قضية سد النهضة مهمة وخطيرة فالأهم والأخطر أن يكون ما شاهدناه بالأمس هو مستوي تعاملنا معها.. وهذا يوضح أننا الآن أمام نظام لا يؤتمن علي الوطن فكيف يسمح رئيس دوله كبيره أن يجلس ليستمع إلي كل هذا الهراء ولا يعترض ويأمر بإيقاف ما يسمعه.. حتى ولو لم يكن مذاعاً علي الهواء مباشرةً

ما أثار دهشتي واستغرابي هو تصريح السيدة “باكينام الشرقاوي” مستشارة السيد الرئيس :علي صفحتها علي الـ فيسبوك .. فقد صرحت بأنه كان مرتباً أن يذاع الاجتماع مسجلا لكن في اللحظات الأخيرة وقبل اللقاء قررت إذاعته وقد غاب عنها إبلاغ الحضور !!
!!وكأن الأمر كان دعوة علي العشاء أو إذاعة مهرجان !! الغريب أن السيد “عمرو حمزاوي” أعلن مساءاً أنه كان يعلم أن الحوار مذاعاً وقد تم تبليغه بذلك أول أمس أي ليلة الاجتماع .. ولا ندرى هنا هل أمر الإذاعة المباشرة كان مقصود أم لا , ولو كان مقصوداً فما الهدف من ذلك.؟
المصدر: البديل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *