ما إن بدت في الأفق لمحة من نور التغيير ، و بارقة من أمل التطهير وتصاعدت إلى عنان السماء أسهم الأستاذ رجائي عطية في معركة الترشح لمنصب نقيب المحامين ، و بدا واضحًا لكل من له عين ترى أو أذن تسمع من المحامين المشتغلين حقا لا ادعاءًا المهمومين فعلاً وقولا بالمحاماة أن المحامين في كل محكمة وقاعة وغرفة تنتظر بفارغ الصبر حتى تعطي صوتها لرجائي عطية أملاً في التغيير ، حتى فزع المنتفعون والمتحلقون حول النقيب ؛ فزعة من استشعر الخطر العظيم بعد أن كان آمنا مطمئناً في رحابة التمرير بالتزوير ، فاطلقوا الشائعات ودبجوا الاكاذيب ونشروا دواعي الاحباط لتفت في عضد الحالمين بالفجر الجديد ، ونال الاستاذ رجائي منهم كما نالني شخصيا قدر غير يسير من السباب والتطاول ، والسخرية ، ورأيت فيما سبوا وشتموا ولعنوا و سخروا ما لا يستحق عناء الرد اكتفاء بفطنة المحامي المشتغل المهني الحصيف الذي يستطيع بفطرته أن يميز بين من يصدع بالحق ومن يقرع الطبل .
غير أن العزوف عن الرد على أولئك السبابين والمستظرفين لا يمنع من الرد على البعض ممن يرتدون مسوح الموضوعية والحياد المصطنع ، وكذلك ما انزلق اليه بعض المخدوعين ـ ربما بغير قصد ـ من نقل شائعات وأكاذيب تروجها شلة النقيب فيرددونها لينشروا الاحباط في نفوس الآملين ، ، فرأيت وجوب الرد الذي قد يساعد على بعضٍ من فهم ، لأجل المخدوعين لا الخادعين .
من بين هذه الشائعات أكذوبة الادعاء بشعبية سامح عاشور المزعومة والموهومة استدلالا بمؤتمرات عاشور الوهمية التي لا يتغير ابداً جمهور الحاضرين فيها ، والذين يجرهم عاشور خلفه من مؤتمر الى آخر حتى يبدو المؤتمر وكأنه به جمهور من المحامين ، في حين يغيب عن المؤتمر ـ في الحقيقة ـ الغلبة الغالبة من محامي المحافظة التي يعقد فيها المؤتمر .
وفي مؤتمرات عاشور دائماً غير مسموح لك بأن تسأل أو تجادل أو تناقش أو توجه سؤالا محرجاً عن أموال المحامين وأين ذهبت ، وعن مئات الملايين من اتعاب المحاماة لدى وزارة العدل ولماذا لم تظهر في الميزانية أو عن تدني الخدمات والمعاشات أو عن فساد الميزانيات ، فضلا عن كبيرة الكبائر أن تسأله عن حقيقة الاتهام الاخلاقي المشين الموثق بتحقيقات النيابة العامة وكيف سكت عنه وتصالح فيه رغم ما فيه من مساس بسمعة رمز المحاماة والمحامين .
ومن الأكاذيب و الحيل المكشوفة والطرق المعروفة أيضاً استخدام الاتهام الكاذب والمعلب والجاهز بوضع اسم الاستاذ رجائي عطية وقائمة الاصلاح النقابي في جملة غير مفيدة مع جماعة الإخوان المحظورة ، في محاولة منهم ومن كبيرهم الذي علمهم الكذب لاستدراج المحامين والدولة المصرية وأجهزة الأمن فيها الى مساندة سامح عاشور في معارك نقابية للتغطية والتعمية على فساد نقابي يهم المحامون اعلان الحرب عليه ويتعين محاربته فيما تحاربه الدولة من فساد ؛ ولسوء حظ هؤلاء الكذابين أن المواقف التاريخية الموثقة وآخرها ثورة 30 يونيو تشهد بعنف خصومة جماعة الإخوان مع رجائي عطية ، وأن جميع منسقي قائمة الاصلاح النقابي وعلى رأسهم نقيب الأسكندرية الأسبق عبدالحليم علام ـ الذي أطاح برجل الاخوان صبحي صالح في معركته كنقيب للاسكندرية باكتساحه انتخابيا ، وكان ذلك في أوج قوة الجماعة ، وكذلك جميع المرشحين من أعضاء القائمة وكذلك باقي منسقي القائمة ومنهم العبدلله كاتب هذا المقال لهم أيضاً مواقفهم التاريخية والموثقة بالمقالات والفيديوهات والمواقف المشهودة في كافة معاركهم النقابية مع أعضاء هذه الجماعة في نقابة المحامين ، ولطالما كنا ممن يرون أهمية وضرورة فصل النقابة عن العمل السياسي ومستنقع السياسة الذي أغرقها فيه سامح عاشور واتباعه والحزب الوطني ورجاله وجماعة الإخوان المحظورة وأشياعها وبما يغنيننا عن أي رد على هذه الصغائر .
ولكم كنا نتمنى بدلا من أن يحرك سامح عاشور عرائس الماريونيت من خلف الستار أن تكون لديه الشجاعة ليواجهنا هو أو رجاله أو أعضاء مجلسه في مناظرات علنية أمام المحامين في شأن ما يقوله فينا وما نقوله فيه .
وأخيراً وكما أسلفنا فإننا نكتب هذا المقال للمخدوعين لا للخادعين ، ولست أظن كما يظن أنصار عاشور ، أن المحامين سوف يبتلعون هذه الأكاذيب الفادحة الفاضحة من فرط تكرارها ، أو أن يوحي لنا أنصار عاشور – لا حرمهم الله من النباهة – أن مؤتمرات الاستاذ رجائي لا تعبر عن الشعبية فيعتقدون أن المحامين سيكذبون أعينهم وهم يرون مؤتمرات الأستاذ رجائي بشعبيتها وحضورها الكاسح ومنهجها في اتاحة الفرصة لقائمته الواضحة ولجميع الحاضرين ليتكلم ويناقش ويحاور ملتزمين جميعا بأدب الحوار والاختلاف ، وبمناسبة أدب الحوار والاختلاف ـ حتى لا يحدثنا عن الأدب من عدمه ـ نذكرهم ـ لعل الذكرى تنفع المؤمنين ـ بأن أدب الحوار والاختلاف لا يتعارض مع حقنا في نقد المسئول ـ مهما بلغت قسوة النقد وحدته . طالما تصدى هذا المسئول للعمل العام ووضع نفسه موضع المسئولية عن مال المحامين وكرامة المحامين وخلق المحامين وسلوك المحامين وعلاج المحامين ومعاش المحامين وغير ذلك ، وطالما لم يبلغ نقدنا له حد السب أو القذف فما كنا أبداً سبابين شتامين مستظرفين كغيرنا .
وختاماً : أذكرهم و نفسي بقوله تعالى :
(ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا)