ابراهيم عبدالعزيز سعودي يكتب : الطريق الى اصلاح نقابة المحامين ( 2 )
جبهة المواجهة و مستقبل نقابة المحامين
بغض النظر عن ترف الخلاف النقابي الساذج حول مسميات الأشياء كالخلاف حول تسمية الجبهة التي تقف في مواجهة الفشل المالي والاداري والمهني لنقيب و مجلس نقابة المحامين ، وفي مواجهة ممارسات النقيب وعزفه المنفرد وسيطرته على مقاليد الأمور في نقابة المحامين ، وما اذا كان يصح تسمية هذه الجبهة المواجهة لذلك ـ اصطلاحاً ـ بالمعارضة النقابية أم أن مثل تلك التسمية لا تصح في مجال الشأن النقابي لطغيان المعنى السياسي وغلبته على مصطلح المعارضة .
نقول بغض النظر عن ذلك فإنه مما يسعد النقيب (ومجلس التابعين من حوله) وزمرة جمهور الكاريزما ودراويش مولد سيدي عاشور من المداحين والمصفقين دائما وأبداً ، أن تستمر جبهة المواجهة على ما بها من فرقة وتشتت ، وفي كثير من الأحيان تكون خلافات الرافضين للنقيب والمجلس بين بعضهم البعض أشد وأنكى من خلافهم الرئيسي و المفترض مع النقيب ومجلسه .
وكثيرا ما يتفرغ بعض المعارضين ( ان صحت التسمية أو لم تصح ) للسخرية من زملائهم المصطفين معهم في صفوف المواجهة ، ومهاجمة بعضهم البعض والتشكيك في المواقف والنوايا ، وتوزيع الاتهامات المرسلة من قبيل العمالة والخيانة والمصالح الشخصية و حب الظهور …. والادعاء غير الصحيح بضعف جبهة المواجهة وعدم قدرتها على مواجهة عاشور و دراويشه ، حتى بلغ البعض مبلغ أن من يختلف معه أو لم يأخذ برأيه أو لم يدعه الى اجتماع تشاوري يصير عدوا له كعداوته للفاسد وأشد ، حتى لو كان الخلاف مجرد خلاف محمود و مقبول على الاجتهاد في ترتيب الأولويات أو اختيار آليات المواجهة وتوقيتاتها أوالمعلن و غير المعلن منها .
وعلى الرغم أن الخلاف بين قوى جبهة المواجهة هو خلاف طبيعي ، بل وطبيعي جدا لأن جبهة المواجهة ليست تحت قيادة ديكتاتورية موحدة كقيادة النقيب ، ولا تحت يدها السلطة والمال الجاذبتين للمنافقين والآفاقين ، وليست صاحبة قرار المنح والمنع من أموال النقابة وخدماتها لتستقطب هواة المصالح والمنافع ،وانما قوى المواجهة النقابية هي عبارة عن فسيفساء مختلفة من الطباع البشرية ،ومن الايدلوجيات الفكرية ، ومن الرؤى والمدارس النقابية المختلفة ، ومن المواقف الفكرية والسياسية التي تنعكس رغما عن الجميع على مواقفهم النقابية ، إلا أن حدة هذا الخلاف الطبيعي يمكن أن تذوب بسهولة اذا ما صفت النوايا وتوقف بعض أفراد هذه الجبهة من الآن وفورا عن مهاجمة بعضهم البعض والترفع عن الاتهامات المتبادلة من كل طرف للآخر والسخرية المذمومة من البعض والتي تجلب الرثاء لهم بأكثر مما تجلب الاعجاب بشخصهم الذي يستهدفونه ، وعلى الجميع أن يسعى فورا الى البحث عن الأرضية المشتركة التي يقفون عليها ، وأن يفهم الجميع أنه لا اصلاح لنقابة المحامين الا بتنحية من أفسدوها على مدار عقدين كاملين من الزمان عن المشهد ،وأن الحل لكافة مشكلات النقابة المهنية والمالية والادارية لن يكون الا بتجديد الدماء في نقابة المحامين بنقيب ومجلس جديدين ، وأن تنحية هؤلاء وتجديد تلك الدماء لا يمكن أن تكون ما لم يتحد فريق المواجهة ويصطف ويتوافق على فريق واحد قادر على المواجهة .
وعلى كل كل من يرغب في اصلاح حقيقي لنقابة المحامين أن يفكر الآن في مستقبل نقابة المحامين وحدها حتى لا نقع جميعا فى نفس الأخطاء التى وقعنا فيها من قبل ، وحتى لا تؤدي بنا المقدمات الحالية الى ذات النتائج السابقة ، وعلينا أن ندقق قراءة المشهد النقابي في مرحلة من أخطر المراحل في تاريخ نقابة المحامين .
علينا جميعا أن نجتمع على هدف واحد لا يختلف عليه أحد هو ابعاد كل من أفسد هذه النقابة أو سعى الى فسادها عمدا أو جهلا من أجل الحصول على مكاسب ومصالح سياسية أو شخصية أو انتهازية ، وأهدر أموال الأرامل واليتامى والشباب في الحفلات والمؤتمرات والولائم والإفطارات والسفريات والإعلانات والصراعات والتحالفات والفضائيات ، وابعاد كل من أفسد هذه الرسالة النبيلة والمهنة السامية ، وترك شباب المحامين وشيوخهم فريسة للموظفين والسلطويين ، وتركوا معاول الجهل بالقانون والمحاماة والتخلف تهوي على رؤوسنا ،
ابعاد هؤلاء هدف يستحق أن ننحي من أجله كل الخلافات والاختلافات وكل القضايا وكل الرؤى جانبا ولنجعل تحقيق ذلك الهدف نصب أعيننا ، وعلينا ـ معشر فريق المواجهة ـ أن نفكر معا ونخطط معا ونقرر معا ونختار معا ، فلا يفكر أحدنا وحده ولا يسير وحده ، ولا يقرر وحده ،وكل من يشق الصف أو يحاول وحده .. رددناه ردا جميلا ما استطعنا ، فاذا أصر على أن يسير وحده فليفعل بكل وضوح بعيدا عنا ، وحينها يكون المكسب الحقيقي في خروجه من بيننا ، لا في بقائه شرخا في جدارنا.
وعلينا ألا نفسد أملاً يلوح في الأفق لتكوين جبهة موحدة لكل من ينادي بالاصلاح النقابي تضم كافة المقتنعين بفشل نقيب المحامين الحالي ومجلسه التابع المنقاد ، جبهة تضم كل الراغبين حقا وصدقا في اصلاحها ، تضم كل من ثبت على قول لا في وجه الفساد المستشري في نقابة المحامين ، وفي ذات الوقت تفتح بابها لغير الملوثين الذين وان لم يبدوا المواجهة أوالرفض الا أنهم أيضا لم يقفوا في زمرة المهللين والمنافقين والمؤيدين وبرزوا بمواقفهم النقابية المستقلة والمحترمة ، فإذا ما اجتمع هؤلاء كان عليهم أن يقرروا بيدهم مصير نقابة المحامين فلا يتركوا لغيرهم تقرير مصيرها وأن يشكلوا من بينهم مجمعا انتخابيا ليختاروا من بينهم من يصطفون معه وخلفه فيناضل لتحقيق الهدف ممن لم يقع عليه الاختيار بمثل ما يناضل وأشد كما لو كان وقع عليه الاختيار لنحقق معا الهدف ونرسم معا الطريق لمستقبل أفضل لنقابة المحامين .
للتواصل مع الكاتب عبر حسابه على فيس بوك
https://www.facebook.com/ibseoudi
وعبر صفحته الشخصية على فيس بوك
https://www.facebook.com/ibrahem.seoudi?ref=hl
و عبر حسابه على تويتر
https://twitter.com/ibseoudi