حوار اجراه شريف صالح في جريدة النهار الكويتية
كل منا بداية.. وما أجمل البدايات.. محبة أول كتاب قرأناه.. وفرحة أول جائزة.. كتاب تركوا فينا بصمة لا تمحى.. وكلمة شجعتنا علي مواصلة الطريق.. أصدقاء وأفراد من الأسرة احتفوا بنا وآخرون تمنوا لنا الفشل.. وعبر رحلة الكتاب تولد طقوسنا ومزاجنا الخاص.
النهار تحتفي هنا بتجارب شبابية بعضهم لم يصدر عمله الأول بعد وبعضهم قدم عملين أو أكثر.. وفيما يلي دردشة مع الكاتب المصري الشاب باسم محمود:
هل تذكر أول كتاب وقع في يدك؟
قد يكون كتيب صغير لابن عثيمين يفتي فيه بحرمة حلق اللحية والموسيقى، وهو ما أثر علي فترة طويلة سأشكوهم لله عندما ألقاه فليس هذا هو الدين وليس لهذا بأفهامهم خلق الله الحياة؛ مما استلزم مني وقتا طويلا كي أتخلص من تلك الرواسب وأتجه لتقدير الكتابة والموسيقى والأدب والجمال بشكل عام.
جائزة.. أو كلمة.. شجعتك على مواصلة الطريق؟
لم أشارك كثيرا في الجوائز لعلمي المتأخر عنها، لكن، شهادات كل من: مكاوي سعيد ود. رباب كساب ود. بهاء عبد المجيد لي ما أذيع في التليفزيون أثناء المناقشة في مسابقة ابداع 3 التي تنظمها الامارات في مصر، كان تأكيدا أخيرا-ليس للموهبة؛ أعلم أني أملكها بالفعل فقط أكدت أني في المكان الصحيح لأواصل صعودي.
كاتب ترك بصمة مهمة عليك؟
هم كثر، أولا العم غابو (ماركيز) كتبت عنه قصة منشورة بعنوان: الفتى من أراكاتاكا لن يعود ليبث المرح.غابو لأنه نفى لدي تماما صورة الكاتب المعتزل في برج عاجي يرمي من شباكه ابداعه للبشر!- حدث ذلك حين قرأت مذكراته منذ أربع سنوات أو يزيد من وقت اجابتي عن ذلك السؤال. ودوستويفيسكي أيضا بلا شك، والساحر: أومبرتو ايكو؛ عرابي الذي سألتقيه يوما.
متى وكيف نشرت أول نص لك؟
كان ذلك بالمصادفة طلبت مني من قبل صديقة نصا من المحتمل أن ينشر بعثته ونسيته، بعد فترة أتتني رسالة أنه سينشر في كتاب وتم تحديد حفل التوقيع على الرغم أني اشتريت نسختي الا أني أشكرهم كثيرا. هو قصة عن مارلين مونرو اسمها: بالأمس حلمت بنورما كتبتها ارتجاليا في جلسة واحدة من وحي صورتها وهي تقرأ رواية عوليس. تفاصيل المونولوج والحوار ما أثار في عقول البعض أني نوعا ما مستبصر.
كيف تفهمت الأسرة رغبتك أن تصبح كاتبا؟
تارة يتفهمون. أولا بحكم دراستي للصيدلة وبحكم أني عازف كمان في فرقة موسيقية؛ لذا،يتخوفون بحكم ضغوط الحياة والصورة الماثلة في الذهن بأن الفن عموما غير مضمون سواء ماديا أو معنويا من حيث الأمان النفسي، بالطبع يستدعي ذلك صورة الصعلكة لديهم وهو ما لا أحبه الصعلكة الدائمة وما أتفهمه منهم كثيرا.
هل هناك أصدقاء شجعوك؟
بالفعل، أختي الأرمينية الجميلة ميشيلا بيرج قسيس، ألمحت لي بشيء في البدايات منذ عامين من محاولاتي الجدية؛ أني أكتب وفي كتاباتي كأني أخجل أني أكتب لأني مدعي. بالمناسبة،تعلمت منها أشياء وكلامها في حقي نيشان أعلقه على صدري (بامكانك ميشيلا أن تعلقيه بنفسك ان قرأت هذا الكلام).
ما هي طقوسك مع الكتابة؟
أكتب حين تأتيني الرغبة.الكتابة مثل ممارسة الحب على الورق؛ ينطلق القلم صعودا وهبوطا، يعلو ويرتفع، ويزداد صريره سطرا بعد سطر، ولا يهدأ الا أن يفرغ الكاتب ما بنفسه من أفكار ومعان؛ عندها يثبت الكاتب لنفسه ثم للعالم أنه أيضا قادر على الخلق!
تجربة أول كتاب نشرته؟
حاليا أكمل الدراسة بكلية الصيدلة وأعمل في الترجمة وكتابة مراجعات لكتب لبعض الصحف. مشاريعي موجودة أنتظرها تصقل وتنضج بالقراءة، وقبل كل شيء: بخبرة الحياة؛ الكتب في الأصل حيوات حقيقية – أو متخيلة تحوي أنوية حقيقية مقنعة – ولا أتعجل النشر الروائي.
ماذا تعني لك الجوائز؟
الجوائز بالفعل مهمة كنوع من التقدير. وأحيانا ان كانت شهيرة تزيد في انتشار الكاتب ومناقشة أعماله؛ مما من المفترض أن يستفيد من ذلك الكاتب سواء: قراءات وملاحظات الآخرين، أو الانتشار، حقيقة أهم ما يهمني هو الالتقاء بأشباهي وحب البشر.
كتاب كنت تتنمى لو أنت كاتبه؟
بندول فوكو. صحبة لصوص النار. عشت لأروي.
عمل تخطط لاصداره قريبا؟
جاري العمل. أرجو أن أوفق في ذلك قريبا.
حكمتك التي لا تنساها ككاتب؟
أترك زمام أمرك للطفل الذي كنت