القضاء الإداري بالإسكندرية يقضي بإلغاء امتحان طلاب الثانوية العامة
القضاء الإداري بالإسكندرية يقضي بإلغاء امتحان طلاب الثانوية العامة
قضت محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية، الدائرة الأولى بحيرة، برئاسة المستشار الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجي، نائب رئيس مجلس الدولة، في ثلاثة أحكام سابقة بإلغاء امتحان مجموعة من طلاب الثانوية العامة في جميع المواد سواء في حالتي التلبس بالغش الإلكتروني أو الشروع فيه وبأي وسيلة إلكترونية أو هاتفية أو عبر الإنترنت.
وقالت المحكمة في رسالة تربوية إن التعليم ليس حرثا في البحر بل هو نبض الحياة وقوامها ولا تستقيم بغيره شئونها، وأن إنفاق الدولة على التعليم تعبيرا عن اقتناعها بأن ثماره عائدة في منتهاها إليها وأن اجتناءها بيد مواطنيها، وأن رسالة التعليم عظيمة الشأن لا يقتصر نطاقها على أطراف العملية التعليمية بل يمتد ليشمل الأسرة إذا أردنا جيلًا قويمًا متسلحًا بقوة العلم ودرع القيم والأخلاق ويجب ردع الغشاشين حفاظًا على الأمل والطموح في نفوس الطلاب المجتهدين، لأن العملية التعليمية يصادفها من المشكلات والعوائق ما يحول دون تحقيقها لأهدافها، وأهم تلك العوائق ظاهرة الغش في الامتحانات، التي أخذت فى التنامي في الأعوام الأخيرة بعد أن تغيرت القيم السائدة في المجتمع وأصبح ما كان مذمومًا في الماضي سلوكًا مقبولًا وعاديًا لدى البعض، بل وتولد الإحساس لدى الطالب بأن الغش هو حق له لا يجب التنازل عنه، وساعد على ذلك معاونة الأهل وأولياء الأمور أحيانًا لأبنائهم على ارتكاب تلك الجريمة والتي وصلت إلى حد استخدام العنف في بعض الأحيان لمساعدة أبنائهم على ذلك، في صورة تُجَسّد ترديًّا في القيم الأخلاقية أصاب المجتمع، وضعفًا فى الوازع الديني والأخلاقي واستحلال كل وسيلة وصولًا إلى الهدف غير المشروع ولو على حساب مصلحة الجماعة وقِيَمِها.
وانتهت المحكمة أن الغش كارثة تربوية وأن الدعاوى الماثلة كشفت عن تسريب الامتحان عبر الإنترنت بقصد الغش بواسطة البلوتوث، وتلك الظاهرة باتت كارثة تربوية تحتاج من المتخصصين في التعليم التشخيص والعلاج، وهى أزمة أخلاقية وتربوية وتعليمية مما يستلزم استنهاض همم الأجهزة التعليمية والتنفيذية والتربوية لتغيير النظام التعليمي بإعادة دور المدرسة، وإعداد المدرس إعدادًا جيدًا وإتباع الطرق الحديثة غير التقليدية لوضع الامتحانات لتختبر قدرات الطلاب وتبتعد عن نمط التلقين.
وأضافت، أن الطالب الذي يعتاد الغش سلوكًا في حياته التعليمية يتحول هذا السلوك إلى منهاجٍ له في حياته العملية مستقبلًا فتنهار معه مثل وقيم المجتمع وأن الطالب الذى يعتاد الغش سلوكًا في حياته التعليمية سيعتبره منهاجا لحياته العملية.