بلال فضل يكتب | اختبار كشف الخرفان.. نسخة مزيدة ومنقّحة!
هل كنت ممن يرددون أن الإخوان اخترقوا الجيش وأن المشير السيسي ينتمي إلى جماعة الإخوان التي اختارته للمنصب لأن أحد أعمامه كان من قياداتها؟، وهل اعتذرت عن ترديد تلك المعلومات بعد أن اتضح أنها كاذبة؟.
ـ هل كنت تردد بحماس ما كان يقوله مذيعو برامج التوك شو عن وجود صفقة بين المشير طنطاوي وجماعة الإخوان سلمهم البلد بموجبها وقام بتزوير نتيجة انتخابات الرئاسة؟. وهل توقفت عن ترديد حكاية صفقة طنطاوي والإخوان بعد أن قال الفريق السيسي أن المشير طنطاوي رجل عظيم وأن الجيش والبلد مدينان له بكل ما نحن فيه؟.
ـ هل كنت تطالب محمد مرسي بحماس شديد بأن يعلن أسماء الذين نفذوا مجزرة رفح الأولى وخططوا لها، وكنت تصدق المصادر الأمنية المنبثقة عن الجهات السيادية التي تتهمه بأنه يمنع إعلان أسماءهم، ثم لم تعد تسأل نفسك الآن لماذا لم يتم إعلان هذه الأسماء بعد رحيل مرسي عن الحكم وبرغم إعلان أسماء منفذي مجزرة رفح الثانية؟.
ـ هل صدقت أن الدكتور محمد البرادعي عميل وجاسوس في نفس الوقت الذي تثق فيه بكفاءة أجهزة المخابرات التي سمحت له بأن يصل إلى منصب نائب رئيس الجمهورية، مع مراعاة أنه هو الذي استقال من منصبه اعتراضا على مذبحة رابعة، ولم يتم ضبطه بعدها متلبسا بالتجسس والعمالة؟.
ـ هل تثق تماما في كفاءة ووطنية قادة الأجهزة الأمنية السيادية وقادة القوات المسلحة في بلادنا، في نفس الوقت الذي تعتقد فيه أن ثورة يناير كانت مؤامرة وأن المشاركين فيها كانوا خونة وعملاء، مع أن ذلك لو صح لكان واجبا محاكمة أولئك القادة لتقصيرهم في حماية البلاد من الخونة والعملاء واشتراكهم في مؤامرة يناير وتفاخرهم بحمايتها وتأديتهم التحية العسكرية لشهدائها والنص عليها في دستور البلاد؟.
ـ هل كنت تؤمن بضرورة محاسبة محمد مرسي عقب مائة يوم من توليه الحكم وتسخر ممن يطلب إعطاءه فرصة كاملة؟، بينما تهاجم كل من يطلب محاسبة الفريق السيسي على نتائج التفويض الذي طلبه من الشعب لمحاربة الإرهاب وتطلب إعطاءه الفرصة كاملة؟.
ـ هل كنت ترى عزل هشام قنديل وغيره من الوزراء في عهد مرسي ضروريا بسبب فشله في أداء واجبات منصبه، بينما ترى بقاء وزير الداخلية محمد ابراهيم في منصبه ضروريا بعد حدوث كل هذه العمليات الإرهابية في عهده، وبعد أن اتضح أن أجهزة وزارته لا تتشطر إلا على الطلبة والمدنيين العزل؟.
ـ هل تعتقد حقا أن الولايات المتحدة وإسرائيل هما دولتان معاديتان لمصر برغم عدم وجود أي دلائل على عدائنا لمصالح أمريكا وإسرائيل وبرغم أن حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة هم أبرز من يدعم مصر ماليا؟.
ـ هل تطالب بتطبيق قوانين التظاهر الموجودة في البلاد المتقدمة لكنك ترفض تطبيق نفس قوانين البلاد المتقدمة التي ترفض تدخل الجيش في السياسة وتحاسب المؤسسات الأمنية بقوة على أي إنتهاكات لحقوق الإنسان وترفض تقييد حريات التعبير وتمنع المحاكمات العسكرية للمدنيين ولا تقبل بوجود أكثر من دولة داخل الدولة وترفض منح صلاحيات مطلقة لضباط الجيش والشرطة ورجال القضاء دون وجود آليات لحسابهم إذا أخطأوا؟، هل تعتقد أننا يمكن أن نصبح مثل الدول المتقدمة دون أن نطبق كل ما جعلها متقدمة ونكتفي فقط بتطبيق قوانين التظاهر الخاصة بها؟.
ـ هل تعتقد أن الثورة تسببت في انخفاض مستوى الأخلاق وتدني لغة الخطاب السياسي في نفس الوقت الذي تضحك فيه على كل فيديو يتم فيه توجيه سباب أو شتيمة أبيحة لمن شاركوا في الثورة وتقوم بنشر هذا الفيديو بمنتهى السعادة؟.
ـ هل تعتقد أن الدولة التي تقوم بمحاربة وتطفيش وتشويه سمعة كل من يمارس التعبير السلمي عن الرأي بالتظاهر والكتابة والعمل السياسي، وتغلق أبواب التغيير بدعوى الاستقرار وحماية الدولة لا تعطي شرعية للعنف والإرهاب كطريق وحيد لمعارضتها؟.
ـ هل أنت خائف من مصير سوريا والعراق وليبيا، في نفس الوقت الذي لا تمانع فيه أن يقوم حكامك بعمل نفس الممارسات التي كان يقوم بها حكام سوريا والعراق وليبيا بدعوى الحفاظ على هيبة الدولة؟.
ـ هل فشلت التجارب الأليمة التي عشتها في السنين الثلاثة الماضية أن تعلمك حقيقة أن التغيير على وساخة لا يأتي إلا بالمزيد من التسلخات؟.
إذا جاءت جميع إجاباتك بلا على الأسئلة السابقة فأنت والحمد لله لا تعاني من أي شبهة خرفنة ولا تحمل جينات الخرفان أيضا، لكنك في نفس الوقت ستعاني من آثار أن تكون حرا مع من يحملون جينات السير في القطيع. أما إذا جاءت بعض إجاباتك بنعم وبعضها بلا فربما تكون في حاجة لمراجعة أفكارك وتأملها كما نحن جميعا بحاجة إلى ذلك دائما، لأننا للأسف نحيا في فترة مضطربة عاصفة أوصلنا إليها قادة القطيع الإخواني الذين رفضوا إعمال عقولهم والإستماع لكل من يحذرهم من خطورة الطريق الذي يسيرون فيه. أما إذا جاءت جميع إجاباتك بنعم على الأسئلة السابقة فربما لم تأخذ بالك من حقيقة وضعك لأن الفروة مقلوبة أو لأن لونها مختلف عن الفروة الإخوانية التي كنت ترفضها، وإذا أغضبك وصفي هذا فتذكر إجابتك على السؤال رقم واحد، مع خالص تمنياتي لك بالشفاء والحرية.