بلال فضل يكتب | سفاسف الأمور
ـ ويوم القيامة، سيقف قوم لوط، مشيرين إلى موازيننا المثقلة بالظلم والقهر والجبروت واستحلال الدماء، صارخين بِلَوعةٍ سيظنها البعض منا تبجحاً: “على الأقل كنا نأتي بعضنا بالتراضي”.
ـ كل شيء كان سيتغير، لو كان أمام شجرة التفاح في الجنة كاميرا مراقبة.
ـ والله خلقكم من تراب يا بني البشر، وربما لذلك “ما حدش هيعرف يلمكو”.
ـ برغم تعاقب رؤساء الجمهوريات، وتوالي خطاباتهم الرئاسية، وتوالي المنافقين لهم أيضاً، ما زلت كلما شاهدت مذيعاً أو خبيراً استراتيجياً يردد بفرحة كلاماً عادياً يقوله رئيس الجمهورية، وكأنه يشير إلى فتح سماوي بليغ، أو منجز أرضي بديع، أتذكر المثل الشعبي الذي يتحدث عن “فرحة الأهبل ببربوره”.
ـ لو عاش أمل دنقل أيامنا هذه لكتبها هكذا: “أيها الواقفون على حافة المذبحة… خشوا جوه المشرحة واسعة”.
ـ العدل اسم من أسماء الله الحسنى، ومع ذلك، نادراً ما تجد أحداً في بلادنا يُسَمّي ابنه (عبد العدل)، مع أننا لا نحتاج إلى شيء مثلما نحتاج إلى العدل، فبه دون غيره يتحقق الأمن والرخاء والاستقرار. الغريب أن الاستقرار ليس اسماً من أسماء الله الحسنى ومع ذلك، لدينا الملايين من عبيد الاستقرار الذين يتوهمون أنه يمكن أن يتحقق في غياب العدل.
ـ الأفكار لا تموت، لكنكم لو تركتموها أمام برامج “التوك شو” ساعتين ستتمنى الموت.
ـ في هذه الأيام الخنيقة التي تمر بها البلاد، صدقني أنت لست محتاجاً إلى حكمة زكي نجيب محمود، بقدر ما أنت محتاج إلى برود شريف مدكور.
ـ ينبغي على من يردد شعارات مستهلكة، مثل “الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها”، أن يكون دقيقاً في كلامه، فالفتنة لدينا لا تنام، هي “مِطَبّقة” منذ قرن على الأقل، وتتوسل إلينا أن نجعل جهلنا يمنحها فرصة للنوم، ولو سنة واحدة على الأقل.
ـ سينصلح حالنا لو ألغينا كافة المناهج الدراسية لمدة عام واحد، واكتفينا بتدريس جميع الطلاب في المدارس والمعاهد والجامعات عبارة وحيدة، هي “يوم ما تخرب هتخرب على الكل”.
ـ المشكلة في هذه الأيام أنك حتى لو كنت فتى من الذين آمنوا بربهم وزادهم هدى، ووجدت الكهف، لن تجد النوم.
ـ يا ابنتي، لا تثقي أبداً في الرجال، وخصوصاً في الرجل الذي يحذّرك من الثقة في الرجال.
ـ كل منا يرى الحياة بطريقته، أنت ترى في الرصيف المزدحم بفرشات الباعة منظراً يؤذي بصرك، أو يعرقل قدرتك على المشي، وأنا أراه بيوتاً مفتوحة، وأفواهاً جائعة، تنتظر وجبة ساخنة. لا أنا غلط، ولا أنت غلط، الواقع نفسه هو الغلط.
ـ ستدرك أنك تغيرت كثيراً، عندما تتذكر أنك، ذات يوم من أيام تسعينيات القرن الماضي، كنت تقشعر من البهجة، عندما تسمع محمد منير يغني لحبيبته ـ وحبيبتك أيضاً ـ “أنا ممكن أجري لك دمي، أنا حاسس دمي هيتصفى”، وهو ما لا يمكن أن تقشعر له أبداً الآن، إلا من الأسى، لأن الأيام جعلتك أخيراً ترى منظر الدم وهو يجري ويتصفّى.
ـ عدد المرات التي تكررت فيها جملة “على جثثنا”، منذ بداية الثورة، في حديث كل من هبّ ودبّ، تكفي لإعاشة شعب من الحانوتية عيشة كريمة مدى الحياة.
ـ أعلم أن الله عز وجل خلقنا جميعاً من طين، لكن، يبدو لي أن بعضنا “أطين” من الآخرين.
ـ للأسف، كلما انتخب الناس في بلادنا حاكماً ليُنظف لهم الزبالة من الشوارع، أضاف إلى عقول الناس وشوارعهم زبالة من نوع يستحيل تنظيفه.
(من كتابي سفاسف الأمورـ يصدر قريباً بإذن الله)