كيف يمكن لنا أن نعبر بشكل واقعى وعملى عن حبنا لإخواننا الأقباط؟
لا يمكن أن يتم ذلك من خلال أغنية وطنية، أو فيديو كليب مؤثر، أو مقال لكاتب يتحدث عن أهمية الوحدة الوطنية.
ولا يمكن أن يتم ذلك من خلال قيام كبار المسئولين والمرشحين بحضور حفل الكنيسة وقداسها فى ذكرى الأعياد.
الطريقة الإيجابية الوحيدة التى يمكن تتبعها لإظهار المشاعر الحقيقية والتعاطف التام مع إخوتنا الأقباط هو منحهم حقهم الطبيعى والإنسانى فى المواطنة المتساوية.
المواطنة المتساوية تعنى أنه لا فرق بين مواطن وآخر بسبب اللون أو العرق أو الدين أو المذهب أو الطبقة أو الانتماء الحزبى.
الجميع فى مجتمع المواطنة المتساوية سواسية فى الحقوق والواجبات.
لا منع لحق مواطن مصرى فى تبوء منصب أو فى الترقى لوظيفة لأنه قبطى!
لا يمكن، ونحن فى الألفية الثالثة، أن تسيطر على أفكارنا وقراراتنا أفكار عنصرية قائمة على عرف قديم ومتخلف وخارج عن الزمن.
إذا أردنا حقاً أن نعبر عن مشاعرنا الجياشة تجاه شركاء الوطن فيتعين علينا أن ننتقل من حالة العبارات البلاغية العاطفية ومشاهد النفاق السياسى ومشاهد عناق الهلال مع الصليب ونقوم بعمل إجراءات تنفيذية حاسمة فيما يختص بحقوق إخوتنا الأقباط.
إن الدستور الجديد، الذى وافقنا عليه بأغلبية كاسحة، يلزمنا فى أول دورة للبرلمان الجديد بالبدء فى إجراءات خاصة بقوانين بناء وإصلاح الكنائس وبمتابعة تحقيق مبدأ المواطنة المتساوية للجميع.
ولطالما حذرنا فى هذه الزاوية من أن أخطر ما يمكن أن يهدد مصرنا الغالية هو شق الصف فيما يختص بالوحدة الوطنية.
ليس الخطر فى الأمن، ولا فى سوء الأوضاع الاقتصادية، ولكن فى علاقة المسلم بأخيه القبطى فى مصر.