مد الانتخابات يوماً إضافياً له إيجابياته وأيضاً سلبياته.
من الإيجابيات إعطاء الفرصة لمن تقاعس، أو لم يتمكن لأى سبب من الأسباب من ممارسة حقه وواجبه فى التصويت لمرشحه الرئاسى، وبذلك يتم تعبير أوضح وأفضل للإرادة الشعبية للناخبين.
أما سلبيات القرار، فهى خطيرة، لأنها سوف تعطى المعارضين للنظام، مثل جماعة الإخوان فرصة للتشكيك فى نزاهة العملية الانتخابية بأكملها، والادعاء بأنه قد تم تسويد البطاقات عشية اليوم الثالث الإضافى.
أما المرشح المهزوم، فسوف يخرج أنصاره كى يدعوا أن مرشحهم كان فائزاً حتى عشية اليوم الثانى، ثم حدثت مؤامرة وتم تعديل النتائج فى اليوم الإضافى الأخير.
والمسألة كلها تحتمل وجهات نظر مختلفة، لأنها تعكس القصة التقليدية فى فقدان الإدارة -كالعادة- فى مسائل التنظيم، وفقدان القوى السياسية فى القدرة على التعبئة والحشد.
وقد يغيب عن البعض مسألة أن أياً من المرشحين ليس لديه حزب شعبى خاص به ولكنّ له أنصاراً ومحبين ومتعاطفين لكن غير خاضعين لتوجهات تنظيم حزبى مؤثر وفعال يمكن أن يتم تحريكه عند الضرورة.
هذا كله يطرح تساؤلاً حقيقياً حول ما الذى أصاب الجهاز التعبوى لحركة «تمرد»، التى استطاعت جمع ملايين التوقيعات وتحريك الملايين فى ثورة يونيو 2013؟
السؤال الكبير الذى يطرح نفسه هو: ما معنى أن يكون مجموع المصوتين فى هذه الانتخابات الرئاسية أقل أو مماثلاً أو أكثر من معركة انتخابات الدكتور مرسى، والفريق شفيق عام 2012؟
ما حدث كله من أوله لآخره، يحتاج من الرئيس المقبل، كائناً من كان، تحليلاً دقيقاً قبل أن يبدأ رئاسته الجديدة.