عماد الدين أديب يكتب | «السيسى» بين التقديس والشيطنة
يقع المشير عبدالفتاح السيسى بين نارين أحلاهما مر وحارق!
النار الأولى هى نار التأليه والإعجاب الجماهيرى الساحق غير المسبوق، والنار الثانية هى نار الخصوم والأعداء التى تراه الشر المطلق الذى انقلب ضد الشرعية وقام ليسفك دماء المسلمين!
وما بين التقديس وما بين السباب والشتائم، يدخل الرجل فى أى حالة من الحالتين فى دائرة خطر عظيم.
«السيسى» إنسان وليس «سوبر مان» بيده عصا سحرية خارقة يستطيع بها تحقيق أحلام 94 مليون مصرى، ويمكن له فى شهر أو عام أن يحقق المعجزات، لذلك فإن مسألة «الهوس الهستيرى» بالرجل تصبح مسألة ظالمة تماماً له.
و«السيسى» أيضاً إنسان وليس شيطاناً، ويصبح من الظلم أن يلقى عليه خصومه من الإخوان وأعوانهم مسئولية كل الأخطاء والخطايا والدماء التى يمكن أن تكون قد شهدتها البلاد عقب ثورة 30 يونيو، لذلك فإن مسألة محاولة شيطنة السيسى هى -أيضاً- أمر ظالم له.
تقديس السيسى ظلم، وشيطنة السيسى -أيضاً- ظلم!
والجميع يريدون من السيسى أن يكون القديس الذى يحلمون به، أو يريدون صدقاً أو كذباً أن يثبت لهم أنه الشيطان القاتل الذى يتهمونه!
وحقيقة الرجل أنه ليس قديساً أو ساحراً يحقق المعجزات، ولا هو شيطان متآمر يسعى لقتل كل من يعارضه الرأى!
السيسى ببساطة، رجل مصرى، أحب وطنه ومؤسسته العسكرية وحينما وضعته الأقدار فى مركز صناعة قرار تاريخى فى لحظة فارقة فعل صواباً أو خطأ، ما يتفق مع ضميره وإيمانه العميق و«مخافة الله» فى كل ما يفعل.
إن أعظم ما يمكن أن يحدث للسيسى فى هذه الأيام الصعبة فى حياته وحياتنا أن نرفع عنه «الأيادى الثقيلة» التى تحاول السيطرة على قراره، إما بالدعم أو بالهجوم، بالتأييد أو بمحاربته، بالتأييد الجماهيرى أو بمظاهرات العنف المسلح.
اتركوا الرجل قليلاً وشأنه، يرتب أوراقه وأفكاره وخطواته المحسوبة للمرحلة المقبلة.
اتركوا الرجل يصنع برنامجه الانتخابى ويكوّن فريقه الرئاسى.
اتركوا الرجل يحدد أولوياته وسياساته وشكل خططه، واتجاهات تحالفاته.
اتركوا الرجل.. قليلاً وشأنه.
المصدر:الوطن