عماد الدين أديب يكتب | لا تتحدثوا باسم السيسى!
أرجو من بعض الذين نصّبوا أنفسهم متحدثين باسم المشير عبدالفتاح أن يرفعوا أيديهم عن الرجل لأنهم -فى حقيقة الأمر- يسيئون للرجل أكبر إساءة.
هناك فارق جوهرى بين أن أؤيد مرشحاً وهذا حق مشروع لأى إنسان، وبين أن أتصرف وكأنى «العقل المدبر» و«الدينامو المحرك» لأفكار وسياسات الرجل.
والمشير السيسى رجل مسيس بطبعه وبطبيعة دراساته وخلفيته كمدير لجهاز المخابرات العسكرية، ويضاف لذلك أن الله سبحانه وتعالى قد وهبه قدرة استثنائية فى الوصول إلى أسلوب «السهل الممتنع» القادر على التأثير على القلوب والعقول للملايين.
إذن الرجل ليس بحاجة لأى إنسان كائناً من كان كى «يلعب دور الممثل الشخصى له أو المعبّر عن أفكاره».
بعض الذين يقومون بذلك يقومون به عن حسن نية شديد وعن محبة حقيقية للمشير السيسى لكنهم -فى الواقع- يفعلون مثل قصة «الدبة التى قتلت صاحبها وهى تحاول إبعاد ذبابة عن وجهه»!!
البعض الآخر يفعل ذلك عن انتهازية حقيقية ويحاول ركوب الموجة وإعطاء الانطباع وكأنه أحد رجال المشير المقربين وبالتالى سيكون أحد رجال المرحلة المقبلة.
شاهدنا وعايشنا ذلك فى مصر الملكية حينما كانت الحكومات المختلفة تتقلب على مسرح الأحداث والكل يسعى لإظهار قوة التأثير على السراى والحكومة والبرلمان والشعب.
شاهدنا وعايشنا ذلك عقب سطوة المؤسسة العسكرية منذ عام 1952 حتى هزيمة 1967 وظهر رجال ناصر وظهر أيضاً رجال عامر.
وشاهدنا وعايشنا ذلك فى عصر الرئيس أنور السادات بعد ثورة 15 مايو 1971.
وعايشنا ذلك فى ظل سطوة الحزب الوطنى الحاكم فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك والذين حاولوا التمسح فى قيادات الحزب ولجنة السياسات.
وبالطبع عايشنا رجال الإخوان فى الرئاسة والحكومة والمحليات عقب تولى الرئيس السابق د.محمد مرسى مقعد الحكم وخرج علينا أكثر من مائة متحدث باسم النظام الجديد.
والذى لا يعرفه البعض أن المشير السيسى يسمع للجميع ويتحدث مع الكل ولا يوجد لديه قريب أو بعيد أو مميز أو مغضوب عليه، ويصل إلى قناعاته بعد رحلة بحث طويلة ويحولها إلى عبارات بسيطة تصدر من القلب إلى القلب.