مجموعة سعودي القانونية

عماد-الدين-أديب

ما حدث من اشتباكات بين مشجعى الألتراس أمام نادى الزمالك احتجاجاً على هزيمة النادى العتيق من الأهلى بأربعة أهداف مقابل هدفين، هو أمر خطر يجب أن نتوقف أمامه بالتحليل.

القصة ليست مباراة كرة قدم، وليست استخدام متظاهرين لحقهم الإنسانى فى الاحتجاج على إدارة نادٍ يشجعونه، لكنه منطق القوة فى إدارة الأمور.

المصدر : جريدة الوطن

إن أسوأ ما خرجنا به من مرحلة ما بعد 25 يناير العظيمة هو حالة الانفلات وسيطرة منطق العاطفة وضياع سلطة الدولة وغيبة هيبة القانون؛ غلبة منطق «ما لا يعجبنى أقوم بتغييره بنفسى وبيدى»، تحت شعار أن الثورة فوق القانون والناس، أى ناس، قد قالت كلمتها وعلى الجميع الانصياع دون قيد أو شرط.

ويقوم هذا المنطق العدمى العبثى على أن قوة الشارع وقوة الاحتجاج تعلو أى قوة عداها، وبالتالى يمكن محاصرة المحافظة، أو ضرب مدير الأمن، أو اقتحام قسم الشرطة، أو اعتقال رئيس مجلس إدارة داخل مكتبه، أو عزل مجلس المدينة وإعلان المدينة مدينة محررة من سلطة الدولة المركزية فى العاصمة!

بهذا المنطق يمكن إسقاط أى شىء وكل شىء، بصرف النظر عن مدى انطباق ذلك مع صحيح القانون أو سماحة الأديان أو منطق الدولة المدنية الحديثة.

الدولة المدنية العصرية هى الدولة القانونية التى تحكم بالقانون نصاً وروحاً ولا تحيد عنه.

لذلك، فإن منطق زجاجات المولوتوف أو «شماريخ» الاحتفالات أو حجارة الأرصفة لا يمكن أن يكون هو المنطق السائد فى إدارة شئون البلاد والعباد.

وحسناً فعلاً قوات الشرطة والجيش فى التعامل مع الموقف أمام نادى الزمالك أمس الأول، لأن منطق التغيير بالقوة والعنف لا يمكن أن يسود داخل وطن يسعى لبناء دولة ديمقراطية حديثة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *