لدىّ أربعة مخاوف حقيقية يمكن أن تحدث خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد أيام.
أول هذه التخوفات، هو حدوث عمليات إرهابية قبيل أو أثناء أيام التصويت بهدف ترويع الناخبين بحيث تنخفض نسبة حضورهم ومشاركتهم فى هذه الانتخابات. ولعل الجميع يذكر شريط الأحداث الإرهابية الذى سبق عملية التصويت على الدستور الأخير.
أما التخوف الثانى، فهو انخفاض نسبة الحضور والمشاركة فى هذه الانتخابات، إما من قبيل المقاطعة، مثل الإخوان و6 أبريل والمؤيدين والمتعاطفين معهما أو -وهذا هو الخطر الأكبر- إحجام الناس عن المشاركة من منطلق أن النتيجة محسومة سلفاً للمشير السيسى، فلماذا بذل الجهد والمعاناة والوقوف فى الشمس الحارقة والانتظام داخل طوابير الانتخابات الطويلة؟
التخوف الثالث، هو قيام الطرف الخاسر -كالعادة فى مصر- بالطعن بالتزوير والتشكيك فى نتيجة الانتخابات، وبالتالى يتم الطعن فى شرعية الرئيس المقبل حتى قبل أن يؤدى اليمين الدستورية، وهو أمر خطير يمكن أن تكون له تداعيات شديدة السلبية على مستقبل أى نظام سياسى.
أما التخوف الرابع، فهو قائم على التخوف السابق، وهو كشف حساب الخسائر التى تنتج عن التلاسن والاحتقان السياسى، والصراعات والمشاكل التى نتجت عن معركة الرئاسة وآثارها على نفسية كل فريق لكونها تترك جراحاً لا تندمل بين الرئيس الجديد ومنافسه، الذى يمكن أن يكون نواة المعارضة المقبلة.
لذلك كله، لا بد من الوعى الشديد بهذه الإشكاليات والتعامل معها بذكاء وحكمة، لأن العبرة فى الانتخابات ليست بالنتيجة فحسب، ولكن بالحصاد السياسى الذى ينتج عنها ومدى تأثيراته على حالتى الأمن والاستقرار.