عماد الدين حسين عماد الدين حسين يكتب | الإعلام يتضامن مع زويل
فى السادسة من مساء يوم الجمعة الماضى، حضرت لقاء مهمـًا مع العالِم المصرى الكبير أحمد زويل فى المقر الإدارى لمدينته العلمية بجاردن سيتى.
كان من بين الحضور مكرم محمد أحمد وياسر رزق وخيرى رمضان ووائل الإبراشى وياسر عبدالعزيز وأسامة هيكل وجيهان منصور ومنى سلمان ومحمد فتحى وعزت إبراهيم وخالد أبوبكر وجلاء جاب الله وأشرف العشرى وعماد سيد أحمد وأيمن إبراهيم وحازم نصر وصفاء حجازى ومحمد رجاء ناصر وحمدى خليفة وناصر حامد وأشرف أمين ومحمد يحيى وهانى الناظر والوزير الأسبق حسن عباس حلمى صاحب أكبر تبرع لمدينة زويل وشريف فؤاد المذيع، المستشار الإعلامى لمدينة زويل.
هذا الحضور المتميز والمناقشات التى جرت خلاله كانت أكبر حملة تضامن عملية مع هذا العالِم الكبير ضد الحملة التى تحاول «تطفيش»الرجل من مصر.
أؤمن تماما أنه لا أحد فوق مستوى النقد ومن حق الإعلام انتقاد أى شخص يعمل بالعمل العام مهما كان اسمه، لكن هناك فارقا ضخما بين أن تنتقد سياسات أو أقوال أو أعمال أى شخص وبين أن تشن حملة منظمة لاغتياله معنويا.
اللقاء استمر أكثر من ثلاث ساعات ونصف الساعة فى حديقة الفيللا التى تم بناؤها لاستقبال الملكة أوجينى خلال افتتاح قناة السويس فى عام 1869.
هذه الفيللا الساحرة كانت تحتل مساحة أكبر وتصل إلى النيل، ثم تغيرت الجغرافيا وصار بجوارها السفارة الأمريكية وأمامها السفارة البريطانية ويجاورها من الناحية الأخرى عمارة ضخمة تضم بنوكا ونادى العاصمة، وفى أحد أدوارها يقع مقر جريدة «الشروق» الجديد.
زويل تحدث بمرارة عن حملة التشويه التى تعرض لها والتى وصلت إلى حد اتهامه بأنه أسس وشارك فى بناء نظام القبة الحديدية الإسرائيلى لاعتراض الصواريخ، وأنه قضى هناك ستة أشهر، واتهموه بأنه استولى على أموال تبرعات الشعب المصرى، لكن أكبر ما ضايق الرجل وأسرته هو الشائعة التى تحدثت عن وفاته فى نفس الوقت الذى كان يحتفل فيه بعيد ميلاده قبل أسابيع قليلة.
الكلام عن الحملة الشرسة ضد زويل لم يستغرق أكثر من عشر دقائق من بين ثلاث ساعات ونصف الساعة، كانت كلها فى نقاشات جادة بشأن البحث العلمى وإصلاح التعليم والأفكار الإبداعية لإخراج مصر من أزمتها الراهنة والدور الذى يمكن أن تلعبه مدينة زويل فى هذا الصدد.
شىء ممتع أن تكون مشغولا بأفكار حول المستقبل ومناقشة زويل فى العلم والتكنولوجيا خصوصا إذا كان حال المجتمع مأزوما وعناوين الصحف لاتتحدث إلا عن مولوتوف فى مظاهرات الإخوان، وتفجيرات للإرهابيين فى سيناء وحروب أهلية فى اليمن وليبيا وسوريا والعراق وقطع للرقاب على يد داعش وخروج من التاريخ للصومال، وقلق وتوتر فى الخليج، والنتيجة هى أننا نقدم أسوأ دعاية عن الإسلام والمسلمين.
تحدث زويل كثيرا، لكن أهم ما قاله من وجهة نظره أنه بدون قاعدة علمية صلبة فإن مصر لن يكون لها وزن فى المنطقة أوالعالم، لأن العلم هو الذى يصنع القوة ويجلب لك الاحترام، ولذلك لم يكن غريبا أن تكون هناك لافتة ضخمة على أحد جدران حديقة مدينة زويل مكتوبا عليها «المعرفة نور الحياة».
الحضور تحدث فى نقاط كثيرة لكن بعضهم تمنى على الدكتور زويل ألا ينغمس فى السياسة وصراعاتها وأحزابها وأن يركز على العِلم فقط، لأننا نملك أكثر مما ينبغى من السياسيين والإعلاميين ولا نملك إلا زويل واحدًا فقط.
المصدر:الشروق