هل سمعتم من قبل عن أحزاب وحركات «ليبرالية» تصمت فى بعض الأحيان عن انتهاكات حقوق الإنسان والحريات وفى أحيان أخرى تبررها، بل وتدافع عنها وتفخر بها مادامت تطول المختلفين معها؟ فقط فى مصر.
هل سمعتم من قبل عن أحزاب وحركات «ليبرالية» تروج بشراسة لتجاهل مقتضيات سيادة القانون ولأولوية «الحرب على الإرهاب» على الحقوق والحريات، وتوظف قدراتها التنظيمية والسياسية ليس لبناء التوافق المجتمعى فى إطار من الالتزام بالسلمية وبالقيم الديمقراطية بل لتثبيت فاشية الإقصاء والعقاب الجماعى؟ فقط فى مصر.
هل سمعتم من قبل عن أحزاب وحركات «ليبرالية» تواجه الطائفية المقيتة والتمييز المرفوض ليس بالانتصار لحقوق المواطنة المتساوية بل بإنتاج خطاب طائفى معكوس وبتبنى رؤى تمييزية باتجاه المختلفين معها؟ فقط فى مصر.
هل سمعتم من قبل عن أحزاب وحركات «ليبرالية» تدعى أنها تدافع عن مدنية الدولة ثم تتحالف مع المكون العسكرى ــ الأمنى ظنا منها أنه سيشركها فى الحكم/ السلطة (وهو لن يفعل)؟ فقط فى مصر.
هل سمعتم من قبل عن أحزاب وحركات «ليبرالية» تدعى أنها ضد الخلط بين الدين والدولة وبين الدين والسياسة ثم تروج لدعم المؤسسات الدينية الرسمية (الإسلامية والمسيحية) لترشح وزير الدفاع السابق فى الانتخابات الرئاسية كما روجت من قبل لتبرير ذات المؤسسات لانتهاكات الحقوق والحريات؟ فقط فى مصر.
هل سمعتم من قبل عن أحزاب وحركات «ليبرالية» غير معنية بقضايا حرية تداول المعلومات والشفافية والنزاهة والمساءلة والمحاسبة والرقابة الشعبية، وبمقاومة شبكات الفساد فى المؤسسات العامة والخاصة، وبمواجهة التداخل العضوى بين الحكم/ السلطة والثروة/ المصالح الاقتصادية والمالية؟ فقط فى مصر.
هل سمعتم من قبل عن أحزاب وحركات «ليبرالية» تطلق الأصوات والأقلام القريبة منها (أو بالأحرى من مموليها) لتخوين وتشويه المختلفين معها بإفك وتهافت بالغين عوضا عن قبول التعددية والاهتمام بقضايا الوطن الحقيقية المتمثلة فى بناء الديمقراطية التى لا يدركون مضامينها والدفاع عن الحقوق والحريات التى يريدونها إلا لذواتهم وللمتفقين معهم؟ فقط فى مصر.
هل سمعتم من قبل عن أحزاب وحركات «ليبرالية» تمارس الاستعلاء على المواطن الفقير ومحدود الدخل أو متوسط الحال ولا ترى به إلا ناخب «سكر وزيت» الأفضل إبعاده عن صناديق الاقتراع أو عدم المساواة بين صوته وصوت الناخب الآخر ميسور الحال (المتعلم/ المثقف/ المتحضر)؟ فقط فى مصر.
فيا لبؤس الليبرالية التى تدعى هذه الأحزاب والحركات الحديث باسمها، ويا لعمق الأزمة الفكرية والسياسية طويلة المدى التى أدخلونا بها!