ليست أسطر اليوم بمرافعة هدفها تبيان الطبيعة السلطوية لقانون التظاهر، والظلم الذى يرتبه بحق مصريات ومصريين لم يبحثوا إلا عن التعبير الحر والسلمى عن الرأى ولم يطالبوا إلا بالديمقراطية وسيادة القوانين العادلة.
ليست أسطر اليوم بنص متماسك يترجم إلى جمل متسلسلة تضامنى مع ماهينور المصرى، ومن قبلها مع أحمد ماهر ومحمد عادل وأحمد دومة وعمر حاذق، وغيرهم الكثيرون من غير المعلومين للرأى العام.
فقد ترافعت فى هذه الزاوية من قبل، وبها أيضا سجلت تضامنى مع هذه المجموعة من المصريات والمصريين التى ترغم على دفع ثمن إيمانها بالديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات، وثمن رفضها لممالأة الحكم/ السلطة أو التعامل معها بانتهازية التأييد والاستتباع فى مقابل المناصب والعوائد. وأدرك جيدا أن لا مرافعتى ولا تسجيلى للتضامن، شأنهما شأن مرافعات ونصوص تضامنية أخرى تأتى بها أقلام وأصوات متمسكة بالدفاع عن الديمقراطية، دفعا إلى إلغاء قانون التظاهر ولا إلى رفع الظلم عن ضحاياه ولا إلى الإفراج عن المعتقلين ولا إلى الحد من وطأة مشاعر كالألم/ فقدان الأمل/ الخوف من مجتمع انقلب عليهم/الوحدة فى مواجهة الظلم وتداعياته النفسية والمادية / العجز إزاء قسوة طوفان التخوين والتشويه والاستباحة التى يشعر بها الضحايا وذويهم. وأدرك جيدا أيضا أن محاولة صناعة الأمل بالإحالة إلى «الغد الأفضل» مآلها بين ضحايا الظلم وذويهم إلى التجاهل اللطيف (شكر الله لكم سعيكم) أو العنيف (نريد رفع الظلم الآن).
بل أخاطب اليوم الرأى العام فى مصر، بعيدا عن تناقضات وتجاذبات تأييد الحكم أو الوقوف مع المعارضة، ليدرك أن أهداف الدولة المستقرة والمجتمع المتوازن والمواطن الآمن لن تتحقق دون رفع للظلم وتمكين للجميع من التعبير الحر والسلمى عن الرأى دون قمع أو تعقب أو تهديد.
أستصرخكم جميعا أن تتعاطفوا مع ضحايا الظلم المعلومين وغير المعلومين، وأن تنتصروا لحقوقهم الإنسانية وإن اختلفت معهم بشأن قضايا السياسة والمشاهد الانتخابية وأولويات المرحلة الراهنة.
أستصرخكم جميعا أن تدركوا قسوة التداعيات النفسية والمادية للظلم على الضحايا وذويهم، وأن تمتنعوا بإنسانية عن فرض المزيد من الأعباء عليهم بالتورط فى الترويج للتخوين وللتشويه ولاستباحة الكرامة، وأن تجتهدوا شعبيا وأهليا لتقديم المساعدة القانونية / الرعاية النفسية والاجتماعية والمهنية والمالية لهم ولذويهم بعد أن توقف بهم قطار الحياة / العمل / الدراسة / الوجود الحر.
أستصرخكم جميعا ألا تزجوا بتجاهلكم للظلم أو بتبريره والدفاع عنه بالكثير من المصريات والمصريين، من الشباب ومن قطاعات عمرية أخرى إلى الانتحار الجماعى إن بالانسحاب من الشأن العام أو بالتورط فى كراهية المجتمع الذى انقلب عليهم أو بالبحث عن حلول فردية وإن بالهجرة غير الشرعية واللجوء السياسى.