دونت حوليات التاريخ البشرى الكثير من المآسى والكوارث والأزمات الطاحنة التى صنعها التكالب على الحكم / السلطة / النفوذ / الثروة للشعوب وللمجتمعات. وحين تكتب، ستدون الحوليات المصرية أن التكالب على الحكم والسلطة أوقع مصر بعد ثورة عظيمة فى ٢٠١١ فى دائرة لعينة من العنف / الانتقام / غياب السلم الأهلى / استفحال الفقر / تعطل التنمية / الارتداد عن التحول الديمقراطى.
دونت حوليات التاريخ البشرى الكثير من المآسى والكوارث والأزمات الطاحنة التى رتبها اختزال الشعوب والمجتمعات فى حكام أفراد أحيطت بهم هالات الزعامة / القيادة / البطولة وفرضوا ذواتهم / أفكارهم / أوهامهم كأوصياء على الناس وعلى مساحاتهم الخاصة والعامة وقضوا على حقوقهم وحرياتهم وتنوعهم واختلافهم. وحين تكتب، ستدون الحوليات المصرية للفترة الراهنة أن اختزال الوطن زعيم / قائد / بطل منتظر يباعد بيننا وبين تماسك الدولة التى ترتبط أزمتها الكبرى بسلطويتها ولن تتماسك ما لم تسد قيم العدل والحق والحرية ويقاوم الحكم الفردى، وسيفرض على الناس وصاية لن تختلف إلا فى التفاصيل عن الوصاية التى أراد اليمين الدينى الإخوانى / السلفى فرضها.
دونت حوليات التاريخ البشرى الكثير من المآسى والكوارث والأزمات الطاحنة التى سببها نزوع المتكالبين على الحكم / السلطة / النفوذ / الثروة حين يتمكنون / يستأثرون إلى تطبيق «عدالة المنتصر» التى توظف القوة الجبرية / أدوات العقاب القانونية بما فى ذلك حدها الأقصى المتمثل فى عقوبة الإعدام لكى تصفى / تقصى / تقمع / تنتقم من منافسيهم الذين خسروا الصراع على الحكم والسلطة ومن معارضيهم الذين يرفعون أصواتهم للدفاع عن العدل ورفض الظلم والتى لا تتورع عن انتهاكات الحقوق والحريات بما فى ذلك انتهاك الحق فى الحياة. وحين تكتب، ستدون الحوليات المصرية للفترة الراهنة أن تورط الحكام فى تطبيق «عدالة المنتصر» والتوسع فى العقاب / القمع / الانتقام / إزهاق الأرواح يدفع بشعبنا ومجتمعنا بعيدا عن السلم الأهلى والأمن والتوافق فى إطار الادارة السلمية للاختلاف وللتنوع ومن ثم بعيدا عن الفرص الحقيقية للتنمية وللديمقراطية وللعدالة الاجتماعية.
دونت حوليات التاريخ البشرى الكثير من المآسى والكوارث والأزمات الطاحنة التى ورط بها استخدام العنف / الإرهاب / حمل السلاح ضد الدولة ومؤسساتها (حتى حين يغيب عنها العدل) الشعوب والمجتمعات القريبة منا والبعيدة عنا وأغرقهم لسنوات / عقود فى متواليات القمع / الفقر / التخلف / العجز / الانهيار / التفتت. وحين تكتب، ستدون الحوليات المصرية للفترة الراهنة أن عناصر ومجموعات اليمين الدينى التى تستخدم العنف وتمارس الإرهاب وتحمل السلاح ضد الدولة ولا تتورع عن إزهاق الأرواح وإسالة الدماء أو تقدم لهم المبررات الواهية / الزائفة / غير الأخلاقية تتحمل أيضا مسئولية الزج بالشعب وبالمجتمع إلى نفق مظلم من غياب العدل / الأمن / الاستقرار / التنمية ومسئولية إطالة أمد الظلم / القمع وتجديد دماء السلطوية التى لا تعرف لا هى ولا الحكام سواها.
ضقت ذرعا بالاستيقاظ منهكا، ضقت ذرعا بتكرر انتهاكات الحقوق والحريات وتوالى التفجيرات الإرهابية وبلا معقول أعداد المحولة أوراقهم إلى المفتى!