مجموعة سعودي القانونية

عمرو حمزاوى يكتب |  شىء من التضامن

عمرو حمزاوي

أما التضامن فهو حق الذين يزج بهم إلى الحبس/ السجن من مواطنات ومواطنين معلومين للرأى العام أو غير معلومين والذين يتعرضون لانتهاك حقوقهم وتقييد حرياتهم، حقهم علينا وواجبنا نحوهم.

علاء عبد الفتاح وأحمد ماهر وأحمد دومة ومحمد عادل وآخرون من غير المعلومين، وبدون تمييز وفقا للانتماء السياسى أو الهوى الأيديولوجى أو الموقف من السلطة (بين شاب من الاشتراكيين الثوريين وطالب متعاطف مع الإخوان وشابة يسارية) مادام لم يثبت عليهم التورط فى العنف، ينتظرون تضامننا ورفضنا الصمت عن الانتهاكات التى يتعرضون لها وابتعادنا عن ممالأة تيار السلطوية العام الذى يهدد بتصنيفنا زيفا كخونة أو يوظف مفاهيم فاشية كالطابور الخامس والخلايا النائمة لاغتيالنا معنويا.

حبست السلطات علاء أكثر من ١٠٠ يوم دون أن تحدد له جلسة للمحاكمة وما إن عقدت الجلسة الأولى لمحاكمته حتى أخلت الهيئة القضائية سبيله على ذمة القضية، وتأجل استئناف ماهر ودومة وعادل على الحكم الصادر بحقهم أكثر من مرة، ولم يحقق على نحو معلوم للرأى العام فى تقارير منظمات حقوق الإنسان المتواترة عن ممارسات التعذيب وإهانة الكرامة الإنسانية.

وليس حق وواجب التضامن هنا بفائض إنسانية وتعاطف إن وجه إلى ضحايا انتهاكات الحقوق وتقييد الحريات سيخصم بالتبعية من حق وواجب التضامن مع ضحايا الأعمال الإرهابية والعنف من عناصر القوات المسلحة والشرطة ومن المدنيين أو مع المواطنين المعلومين وغير المعلومين للرأى العام الذين فقدوا أرواحهم فى تظاهرات أو مسيرات أو اعتصامات. على النقيض من ذلك، يمثل التضامن موقفا مبدئيا لا يميز إنسانيا أو أخلاقيا بين الضحايا، ولا يقبل المبررات الواهية التى يسوقها متطرفون للتورط فى العنف ضد مؤسسات وأجهزة الدولة وعناصرها، ويرفض أيضا المبررات الواهية لشواهد عنف الأجهزة الأمنية ولشواهد القوة المفرطة ويطالب بالتحقيق بها ومحاسبة المتورطين.

التضامن حق وواجب، وغياب الالتزام به أو مجرد ممارسة شىء منه يراكم بجانب الشعور بالظلم الذى يطارد الضحايا وذويهم إحساسا بالصدمة وبالإحباط وبالاغتراب عن المجتمع ــ كما تشى بذلك كتابات علاء عبد الفتاح وأحمد ماهر التى خرجت من محابسهما إلى المساحة العامة.

 

 

 

 

المصدر:الشروق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *