عمرو حمزاوي يكتب | أعملوا العقل
إذا كان الإرهاب يعتاش على كراهية الإنسان والإنسانية، وعلى العداء للمواطن وللوطن، وعلى اختراق البيئات التى تكثر بها المظالم المجتمعية وظواهر الاستبداد والفساد، وينتشر فيها فكر التطرف، فمواجهته الفعالة تحتاج إلى أدوات وحلول تفكك كافة هذه العناصر وتخلصنا من شرورها.
لذلك لا يجدر بنا فى مصر فقط أن نمزج بين الأدوات العسكرية والأمنية وبين الأدوات القانونية والتنموية والمجتمعية والوعى لخطر التضحية بالحقوق والحريات فى سياق مواجهة الإرهاب، بل علينا أن نأخذ بجدية تامة ضرورة احتواء فكر التطرف وتطهير المواطن والمجتمع والدولة منه ومن أشكاله المختلفة.
علينا أن نعيد النظر على نحو نقدى فى مناهج التعليم المدرسية والجامعية وأن نعيد الاعتبار بها لقيمة الإنسان ولقيم الإنسانية المتمثلة فى العدل والمساواة والتسامح وقبول التنوع واحترام الآخر ولقيم الحداثة المرتبطة بالمعرفة والعلم والبحث والمبادرة الفردية، تماما كما أن واجبنا هو تطهير المناهج المدرسية والجامعية من التأويلات المتطرفة للدين ومن مظاهر كراهية الإنسان والإنسانية التى تسربت إليها.
علينا أن نعيد النظر فى سياق نقاش عام يتسم بالعقلانية والرشادة فى أدوار المؤسسات الدينية ووسائل الإعلام ومدى ابتعادها عن نشر قيم العدل والمساواة والتسامح ومن ثم مواجهة فكر التطرف، هنا لن تنفع الطقوس والاحتفاليات التقليدية التى تمارسها المؤسسات الدينية (بإصدار بيانات وتصريحات وزيارات متبادلة بين رجال الدين الإسلامى والمسيحى يُدان بها الإرهاب والتطرف) ولن يقارب بيننا وبين المواجهة الفعالة للإرهاب أن يختزل الإعلام فى رأى واحد وصوت واحد يغيب المعلومات والحقائق ويهمش النقاش الموضوعى ويخون عند الاختلاف فى الآراء ووالتقديرات ويدعى بهتانا حق احتكار الحديث باسم الوطنية المصرية.
استفيقوا وأعملوا العقل، فحقنا فى الحياة يهدد، وحق الوطن فى الاستقرار والتقدم والديمقراطية يتعرض لتحديات كبرى.
غدًا هامش جديد للديمقراطية فى مصر