عمرو حمزاوي | بل واصلوا الصمت وامتنعوا عن التضامن
نعم واصلوا الصمت عن انتهاكات الحقوق وقمع الحريات وامتنعوا عن التضامن مع الضحايا، رهانا خائبا منكم على أن تمتعكم أنتم بحرية الفكر والإبداع والفن والتعبير عن الرأى فى مأمن دائم.
واصلوا الصمت عن انتهاكات الحقوق وقمع الحريات وامتنعوا عن التضامن مع الضحايا، ظنا زائفا منكم أن رضاء منظومة الحكم/ السلطة والنخب الاقتصادية والمالية المتحالفة معها عنكم سيضع بينكم وبين الانتهاكات والقمع من الحواجز العالية ما يكفل دوما حمايتكم.
واصلوا الصمت عن انتهاكات الحقوق وقمع الحريات وامتنعوا عن التضامن مع الضحايا، ترويجا جاهلا منكم لوهم التعارض بين الأمن والاستقرار وبين الحق والحرية أو استساغة بلا ضمير لخرافة قبول الانتهاكات والقمع اليوم ثم مواجهتها غدا.
واصلوا الصمت عن انتهاكات الحقوق وقمع الحريات وامتنعوا عن التضامن مع الضحايا، قبولا مقنعا منكم لمقولات الظلم والعقاب الجماعى والجهل التى ينشرها طيور ظلام المرحلة وأبواق التبرير الأمنى وتصديقا مقنعا منكم لكون الانتهاكات لا تصيب إلا «للخونة» والقمع لا يتجه إلا «للعملاء» وحرية الفكر والإبداع والفن والتعبير عن الرأى «فقط ممكنة» فى إطار تأييد منظومة الحكم/ السلطة.
واصلوا الصمت عن انتهاكات الحقوق وقمع الحريات وامتنعوا عن التضامن مع الضحايا، تارة بنفى حدوثها، تارة بالتقليل من عموميتها وتكررها والتعامل معها كظواهر فردية غير ممنهجة، تارة بالمشاركة فى تخوين وتشويه الضحايا، تارة بتحميل مسئولية وقوع الانتهاكات والقمع على جهات بعيدة عن منظومة الحكم/ السلطة ومؤسسات وأجهزة الدولة ـ كادعاء أن قرارات التعتيم على معلومات وحقائق بعينها ومنع عرض برامج وحذف مسلسلات من الخريطة التليفزيونية تأتى من مالكى القنوات التليفزيونية وإداراتها ولا علاقة لها بتعليمات «سيادية» أو «أمنية» أو برغبة سياسية.
واصلوا الصمت عن انتهاكات الحقوق وقمع الحريات وامتنعوا عن التضامن مع الضحايا، فقط أرجوكم أن تغيروا من مسميات جبهاتكم واتحاداتكم لتصبح مثلا «اتحاد المبدعين من أجل تأييد الحاكم» أو «فنانون ومثقفون وكتاب مع الرئيس» أو «جبهة الإبداع فيما لا يخالف تعليمات الحكم» أو غيرها.