مجموعة سعودي القانونية

عمرو خفاجى يكتب | بداية الطريق

عمرو-خفاجى

حتى هذه اللحظة، لم نسمع شيئا عن قضايانا الجوهرية التى نطرحها منذ ثلاث سنوات، سمعنا كثيرا عن التشخيص والوصف والبحث والتمحيص، لكننا لم نسمع عن حلول أو اقتراحات، أو حتى دعوات لمؤتمرات وطنية كبرى لمناقشة هذه القضايا الجوهرية، ومع هبوب رياح الانتخابات الرئاسية، أعتقد أنه بات من اللازم أن نسمع عن حلول وبرامج واضحة، فى الخطوات والزمن، فلم يعد لدينا متسع من الوقت لتأجيل قضايانا الكبرى، وأعنى بالقضايا الكبرى، ما اتفق عليه خلال الفترة الماضية، ونتج من نقاشات عامة كثيرة، وفى مقدمتها، قضايا الطاقة والصحة والتعليم، وهى القضايا التى تحظى بإجماع الخبراء، سواء من الداخل أو الخارج، ولا يتبقى فعلا سواء أن نعرف ماذا سيفعل كل مرشح بشأنها.

فالطاقة صارت أزمتها واضحة ولا تحتاج لمزيد من الشرح والتفصيل، فها هى الكهرباء تختفى بالساعات يوميا من أربعة أنحاء مصر، والحكومة لا تخفى السبب وتعلن عن عجز كبير فى مصادر التشغيل من غاز أو سولار أو مازوت، بل إن مسئولين حكوميين يعلنون صراحة أن الصيف القادم سيكون صعبا على الجميع، وأنه لا حل فى الأفق، هذا دون أن ننسى الإشارة إلى أن الطاقة أيضا تؤثر على الصناعة بشكل ضخم وبالتالى تقف حجرة عثرة أمام أى استثمارات صناعية جديدة، تحتاجها مصر بشدة خلال الفترة المقبلة، وطبعا من نافلة القول الحديث عن أثر تكلفة الطاقة على الموازنة العامة للدولة، فصار دعمها مرضا شهيرا يعرفه الكافة، دون أن يصارحوا أنفسهم بضرورة تجرع الدواء المر لمواجهة هذا الدعم المدمر فى وجوده، والخطير فى غيابه.

و الصحة، التى نلهث حقا من أجل تحسينها، لا تحظى بأى تحرك حقيقى تجاه مشكلتها وأزمتها، ويكفى إهمال الجميع لمطالب الأطباء، التى تهدف أولا لتحسين مستوى الخدمات، فهم من يقفون حقا على خط المواجهة مع مرض هذا الشعب، ويدركون حجم المأساة العلاجية، والمذهل أنهم طرحوا كثيرا من الحلول دون أن يستمع إليهم أحد، حتى تظاهراتهم لم يلق أحد لها بالًا، وأعتقد أنه سيبقى من الغريب والمدهش أن يستمر هذا الصمت تجاه مسألة تعافى هذا الشعب، وكأن الصحة من الأمور الهامشية التى لا تستحق أن تكون على رأس أولويات الأجندة الوطنية.

أما قضية التعليم، فلا جدال أننا أهملناها بما يتثير أسئلة عميقة حول رغبتنا فى إصلاح أحواله، أحيانا استشعرنا أن هناك تواطؤا بين الجميع فى عدم التعلم وفى نفس الوقت منح أبناء هذا الشعب شهادات تقول إنهم تعلموا، وهذا وضع بالغ الغرابة، لم يحاول أحد أن يجابهه، وحينما يقرر وزير التعليم الحالى أن يمحو أمية التلاميذ فهذا اعتراف كامل بعدم جودة التعليم بل تدينه بالكامل لدرجة الانتفاء.

إذا لم نتحدث الأيام المقبلة عن تحركات أو أفكار جادة عن حلول حقيقية لهذه المشكلات والأزمات، فنحن لم نصل بعد لبداية الطريق الذى نأمله، وبلا مواربة، هذه هى الواجبات الرئيسية لمرشحى الرئاسة ونحن فى انتظارها.

 

 

 

 

 

 

المصدر:الشروق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *