مجموعة سعودي القانونية

عمرو خفاجى يكتب | لغز البرنامج

عمرو-خفاجى

من الأمور المحيرة فى الانتخابات الرئاسية الحالية، عدم وجود برامج المرشحين بين أيدى الناخبين، رغم مرور عشرة أيام على بدء الفترة المخصصة للدعاية الانتخابية، ولا يخفى على أحد أن البرنامج هو صلب دعاية أى مرشح، حتى إن السيد حمدين صباحى خالف قواعد اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، وظهر على الرأى العام بهدف وحيد هو إعلان برنامجه الانتخابى، وهى المخالفة التى تساهلت معها اللجنة ولم توقع عليه العقوبة المقررة، كما أن المرشح الآخر، السيد عبدالفتاح السيسى، تكلم كثيرا عن برنامجه الانتخابى، وربما بقدر كبير من التفاصيل (مثل اللمبات الموفرة لمواجهة أزمة الطاقة، وسيارات تبريد الخضراوات والفاكهة لضبط الأسواق)، والأكثر حيرة فى قصة البرنامج الانتخابى، أنه فى وقت مبكر كان الدكتور وحيد عبدالمجيد قد أعلن اعتزاله العمل السياسى بعدما انتهى من مهمته فى إنجاز البرنامج الانتخابى للمرشح حمدين صباحى، حيث كان رئيسا لفريق العمل، فى نفس الوقت الذى أعلن فيه الدكتور عمرو الشوبكى خروجه من الهيئة الاستشارية لحملة المرشح حمدين صباحى بعد انتهائه من المشاركة فى وضع البرنامج الانتخابى، لذا يكون السؤال مشروعا: أين اختفت هذه البرامج؟.

الغريب أيضا فى الأمر أن الدكتور عبدالخالق فاروق من حملة المرشح حمدين صباحى تحدث فى أحد البرامج التليفزيونية، بإسهاب، عن الشق الاقتصادى من البرنامج، تفاصيل وأرقام ومشروعات، وعندما سألته السيدة مديرة الحوار عن نسخة البرنامج قال إنها ستكون متوافرة خلال ٤٨ ساعة، وبعد عشرة أيام من هذا التصريح، سألت عن البرنامج واستنكرت عدم وجوده، فأبدت إحدى قيادات الحملة غضبها منى لأن مرشحها لديه برنامجا واضحا، وحينما اتصلت بها لإبلاغها اعتذارى عن جهلى بعدم المعرفة بوجود البرنامج، قالت لى إنه لم يطبع بعد (أى أنه غير موجود بالفعل والمشكلة ليست عندى)، وأبلغتنى الأستاذة هبة ياسين أنه موجود بالفعل وتفضلت بإرساله لى عبر البريد الإلكترونى، وهو فى ثمانين صفحة ويحمل عنوان المشروعات العاجلة فى برنامج المرشح، ويتضمن أسماء فريق العمل بواحبات بعضهم ومهامهم فى البرنامج، لكنهم لم يعلنوا بصراحة عن وجوده كما أنه غير مطبوع وبالتالى ليس متوافرا بين أيدى الناخبين ولا نملك أيضا إلا أن نسأل لماذا؟

فى المقابل، فإن الموقف فى معسكر المرشح الثانى كان بالغ الغرابة، بل وصادما، حيث قال السيد أحمد كامل بصفته المتحدث الإعلامى للحملة، أن مرشحهم السيد عبدالفتاح السيسى سيكتفى بعرض البرنامج عبر تواصله مع وسائل الاعلام المختلفة، وأنه سيقوم بإجراء حوارات تليفزيونية أخرى لمزيد من الشرح والتوضيح، وأن البرنامج لو تمت طباعته (وفقا لتصريحات منسوبة له لصحيفة الحياة اللندنية) سيتطلب وقتا طويلا للرد على الأسئلة المتعلقة به (عذر أقبح من ذنب) وهو موقف غير مفهوم على الإطلاق، ولا يليق بمرشح صاحب حظوظ كبرى فى الفوز بالانتخابات، وأخشى أن تكون تلك الحظوظ هى المانع فى طباعة البرنامج.

ما فعله المرشحان بشأن البرنامج، سيظل لغزا غير مفهوم، ولا أريد أن أذهب إلى أى اجتهادات لتفسير الموقف أو فك شيفرة اللغز، فهذه مسئوليتهما وواجبهما، وواجبى أن أقول إن هذا فعل يخالف جميع قواعد الشفافية، ويمنعنا من أن يكون لدينا وثيقة واضحة بالتعهدات لمحاسبة من سيفوز منهما بقيادة مصر، فكل ما كنا نرجوه من المرشحين (حيا الله) برنامج لنتابع خطوات تنفيذه، حتى نعرف مدى التزام المرشح بما قال وتعهد، ولا نعود مجددا لمسخرة حكاية مشروع النهضة (برنامج مرسى الذى تم نفى وجوده بعد فوزه).. أرجو أن يتم تصحيح الوضع سريعا، فالبرنامج جزء أصيل من تعهد المرشح لناخبيه، فنحن حتى الآن أمام مرشحين بلا تعهدات وهذا لا يجوز يا سادة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *