ماذا يكون المحامي بلا علم ؟! .. رسائلي للشباب على طريق المحاماة 1
ماذا يكون المحامي بلا علم ؟! ..
رسائلي للشباب على طريق المحاماة 1
ذات يوماً كنت أخطو خطواتى الأولى فى عالم المحاماة ، حين قال لى أحدهم : إذا أردت أن تكون محامياً ناجحاً فلتنس كل ما تعلمته فى كلية الحقوق فالحياة العملية تختلف تماماً عن الحياة النظرية
واكتشفت مع مضى الوقت أن من قال لى ذلك ليس محامياً ناجحاً .. ولا يستطيع أن يكون.
هل تعرف لماذا.. لأنه طبق النصيحة التى أسداها لى بحذافيرها لقد نسى كل ما تعلمه فى الكلية وتصور أن الخبرة والتجربة وحدها كفيلة بأن تصنع منه محامياً ناجحاً فلم يجن إلا الفشل.
وأنا الآن أقول لك بكل ثقة.. يجب عليك ألا تنسى حرفاً واحداً مما تعلمت وإن كنت يوماً نسيت أو أهملت، فاليوم عليك أن تتذكر أن تجتهد لتتعلم فى كل يوم وفى كل ساعة
إجعل همك الأول أن تتعلم فى كل يوم جديد إن العلم لا يغنى عن الخبرة والخبرة لا تغنى عن العلم بل أن الخبرة ما هى إلا العلم مصقولاً بنار التجربة وإذا أردت أن تكون محامياً حقاً ففلا تتخلى أبداً عن سلاح العلم حرر عقلك ولا تولع بالسير ولا النماذج والصيغ والقوالب انتفع بالتجارب ثم ضع علمك فى تجربتك أنت، ومهما تعلمت لا تقف حيث انتهى بك العلم
لن تستطيع أن تكون محامياً نامياً متطوراً ناجحاً حتى تتعلم جيداً والمحامى لا تكفيه علوم القانون إنما ثروته الحقيقية تكمن فى أن ينهل من كل المعارف، فالعلم هو السلم الذى ترتقى به إلى التفوق والمحامى الذى لا ينمى معرفته القانونية والعامة يستحق الرثاء فإن كنت من الذين يتعلمون كل يوم جديد فهئ نفسك واسأل لها المزيد وإن لم تكن فأدرك مكانك قبل أن يفوتك القطار.. قطار العلم وقطار العمر
والقراءة نقطة البدء على طريق المعرفة
فالقراءة وسيلة العلم الأولى
إقرأ ثم اقرأ ثم اقرأ
ماذا لو تضع لنفسك كل يوم عادة لا تغيرها…
أن تقرأ نصف ساعة لا أكثر فى القانون
ليس مهماً ماذا تقرأ نصاً تشريعياً أو كتاباً فقهياً أو حكماً رفيعاً لمحكمة عليا.. المهم أن تعود نفسك على قراءة القانون.. لا تدع يوماً واحداً يفوتك بغير جديد تتعلمه وتضيفه إلى رصيد علمك الذى إذا أضفته إلى رصيد إيمانك بالله وبالحق الذى تدافع عنه عندئذ فقط قل كلمتك ودافع عن قضيتك فإن الدنيا تنتظر أن تقرع سمعها #ابراهيم_عبدالعزيز_سعودي