مجموعة سعودي القانونية

محمد-فتحي

لم يتوقف الدم بعد..

لا أوقفته الثورات، ولا تغير الأنظمة، ولا خلع الرؤساء، ولا تبديل الحكومات.

لم توقفه الهتافات، ولا المظاهرات، ولا الاعتصامات، ولا الاشتباكات. لم يحاسَب أحد، ولن يحاسَب أحد، بل يذهب الجميع ضحية غباء الجميع.

كيف وصلنا لهذه المرحلة من الغباء والاندفاع والحماقة والتهور، رغم أن هدفنا جميعاً: وطن على مقاس الحلم؟ بل كيف وصل الحلم إلى كابوس مزعج لا نستطيع أن نستيقظ منه مهما فعلنا؟

حوادث القطارات كما هى، والفساد كما هو، والغلابة يدفعون الثمن دائماً.

نفس الفيلم، بنفس السيناريو، بنفس التصريحات اللاحقة، بنفس المطالبات، والشىء الوحيد الجديد هو الأسماء، لكن للأسف: نفس النتائج.

اسألوا الجنود الذين يموتون كل يوم فى سيناء برصاص إرهابيين تم تفويض القائد العام للقوات المسلحة لمواجهتهم، ولم تنكسر شوكتهم بعد.

جنود غلابة ستسقط أسماؤهم من الذاكرة، ولن ينزل أحد للتظاهر من أجلهم، ولن يرسم لهم أحد جرافيتى، ولن يخرج من يهتف: عايزين حقوقهم، لأن الكل منشغل بالخناقة التى لا تنتهى.

ولأن استخدام القوة والعنف فى مواجهة الإرهابيين والجماعات التكفيرية، ستتبعه ثورة على الطريقة، وادعاءات بأن ذلك ضد القانون، وإذا كان ذلك وفق القانون، لن يسقط أحد، بسبب فشل ندفع الآن ثمنه.

أين حق جنودك يا سيسى؟؟

أين الثأر من قَتَلَتِهم يا وزير دفاع مصر؟؟؟

ومتى تكشف عن قَتَلَة جنودنا فى رفح عام 2012 يا صاحب أشهر تفويض فى تاريخ مصر الحديث، وهو التفويض الذى لم يشعر أحد بنتائجه الحقيقية حتى اليوم؟؟؟

الكل يغنى على ليلاه، والنتيجة أننا نضيع، وأن النبلاء يدفعون الثمن.

اسألوا شهيد محمد محمود الجديد، والذى نزل ليحيى ذكرى شهداء محمد محمود، فترك اسمه فى دفتر إحياء ذكرى الشهداء العام المقبل.

لماذا كان النزول أصلاً؟؟ ولماذا كان الاشتباك؟؟ وكيف ننسى الشهداء طيلة العام ثم نتذكر حقوقهم فى ذكراهم، وكيف لا نتحرك إلا فى هذه الظروف الملتبسة، وكيف تذهب دماء الناس هدراً، وستظل كذلك لأن أحداً لا يفهم، ولا يعقل، ولا يريد أن يفكر أو يقدر الأمور؟؟

من قتله، وكيف سيحاسَب، ومتى سيحاسبون إذا كان القتلة يتبادلون الأدوار مع الضحايا فى مسرحية عبثية لا نعرف متى ولا كيف تنتهى؟؟

يا الله..

كيف يضيع الحق بهذه البساطة وسط أناس نسوا المبدأ وتذكروا المصلحة؟؟

وكيف نريد وطناً مثالياً، ونحن أصلاً لسنا كذلك؟؟

كيف خسرنا كل هذا الرصيد من الأمل الذى كان يلازمنا دائماً فى وطن بحجم الحلم، فى أقل من ثلاثة أعوام؟؟

هل هذا هو ما نزلنا من أجله؟؟

وهل تكفى الأسطوانة المشروخة الخاصة بسرقة الثورة، لكى نصبّر أنفسنا، ونستخدمها كشماعة بين الحين والآخر؟؟

اللعنة علينا جميعاً طالما ظلت الدماء تُهدر..

وطالما ظل القوس مفتوحاً لمزيد من الشهداء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *