آه والله
أنت لا تعلم كل شىء، مهما ظننت أنك تعرف، ولو حتى فى مجالك، ولو حتى فى تخصصك، أنت لا تعلم شيئاً على الإطلاق!
كل شىء ممكن، وفوق كل ذى علم عليم، وما أوتيتم من العلم إلا قليلا، ومن قال لا أدرى فقد أفتى، والحكاية أنك نقطة فى بحر هذا الكون، وحولك ملايين البشر ومليارات الكائنات الحية، وخلفك تاريخ لا تعرف أغلبه، وفى الكون أسرار لن تحصيها، وحقائق ومعلومات تعجز الكتب عن استيعابها، ولعل ذلك رحمة بعقلك المحدود، فلا تفكر بعد أنك فى اللامحدود، ولا ترهق نفسك فى البحث عن العلاقات، لأنها على طرافتها.. مرعبة!
خذ عندك يا سيدى..
لو استمررت فى النمو بالمعدل نفسه الذى ينمو به أى رضيع فى المتوسط، لبلغ وزنك حوالى 178470 كجم، وأنت فى العاشرة من عمرك، ولكن كل شىء بقدر، فقل سبحان الله بعد إذنك، واعرف أن متوسط «مشى» الإنسان طيلة حياته 80 ألف ميل، وهو ما يوازى الدوران حول الكرة الأرضية مرتين، وفى هذه اللحظة التى تقرأ فيها هذا المقال هناك 150 ألف شعرة تنمو فى رأسك، وتستطيع عيناك رؤية عشرة ملايين لون!
متوسط حلمك يا عزيزى عشرون دقيقة، ويمكن أن تشم الروائح وأنت نائم، فاحرص على انتقاء الرائحة التى تشمها، واعرف أن وحيد القرن لا يعرق أبدا أبدا، واحمد الله على حاسة التذوق، فالقط لا يستطيع تمييز مذاق الحلوى، فيما الصرصور الذى تدهسه بحذائك يستطيع أن يعيش أسبوعا كاملا دون رأس.
وبمناسبة الصرصور، فهناك رجل بريطانى أكل 36 صرصورا فى دقيقة، ولا يستطيع التمساح مضغ طعامه، كما أن بعض أنواع الدجاج تضع بيضا أزرق أو أخضر اللون.. أما أسماك الأنقليس، فتستطيع أن تسبح للوراء، وفى الوقت نفسه تولد جميع القطط.. هه.. جميع القطط، بعيون زرقاء، أما عين النعامة سعادتك، فهى أكبر من مخها نفسه، وبالنسبة للنسر، فهو يستطيع وهو طائر أن يلمح الأرنب من على بعد ميل كامل، وبالنسبة لعدد الحيوانات الأليفة فى اليابان، فهو أكبر من عدد الأطفال أنفسهم فى اليابان.
ولتعلم يا عزيزى أن الوقت الذى يأكل فيه الناس لو جمعوه سيكتشفون الاكتشاف الرهيب بالنسبة لمتوسط أعمارهم، وهو أنهم يقضون خمسة أعوام كاملة من عمرهم فى الأكل، ويمكنك أن تتفاخر على أحدهم بأن تجعله يحسب لك مقدار المليون ثانية، فإن لم يعرف، فأخبره أن المليون ثانية هى حاصل 11 يوما و13 ساعة و46 دقيقة و40 ثانية.
يشرب الجمل يا عزيزى ما يعادل 500 كوب ماء فى عشر دقائق، فيما تنتج البقرة حوالى 100 ألف كوب من اللبن طيلة حياتها، ويحتاج النحل إلى حوالى خمسة ملايين زهرة يزورها، لينتج ما يملأ برطمانا متوسطا من العسل.
كل شىء يمكن أن يتغير.. صدقنى، فقد كانت «الكوكاكولا» تباع فى الصيدليات فى بدايتها، وهى الحال نفسها مع «الكاتشب» الذى كان يباع كدواء!
أنت تظننى أكذب عليك، أو أقول أى كلام، ليس لأننى كاذب، بل لأن المعلومات فوق احتمالك، ولعلك الآن تشك فيها، وفى الغالب ستسأل نفسك: من هؤلاء الأشخاص الذين فرّغوا أنفسهم ليدرسوا كل هذه الدراسات، ويوجدوا كل تلك العلاقات، لكن دعنى أؤكد لك أن كل المعلومات التى سبقت حقيقية، ودقيقة، ومستقاة من دراسات حقيقية، ومنشورة فى أكثر مجلات العالم مصداقية فى هذا الصدد، وهى «ناشيونال جيوجرافيك»، ومع ذلك، إن أردت ألا تصدق فلا تصدق، لأن الموضوع فوق احتمالك.. أنا أعرف ذلك، لأننى جربته.
(من كتاب كتالوج المصريين).. يصدر قريباً
المصدر جريدة /الوطن