مجموعة سعودي القانونية

محمد-فتحي

خلال اليومين السابقين ناقشت فكرة (صناعة الرئيس)، فالرئيس الذى لا تجده يمكنك صناعته، والسيسى فى مأزق سواء ترشح أو لم يترشح، وفى كل الأحوال لا توجد حلول يبدو أنها قريبة أو مدروسة، ولا توجد حتى رغبة فى مواجهة حاسمة ولو اسماً، لأنها عملياً لن تكون كذلك، كما أن اللجوء للوجوه القديمة من وجهة نظرى فشل بعد الأداء المترهل لها فى الفترة السابقة ليبدو واضحاً للجميع أنهم أقل من حكم مصر، وأننا لا يجب أن نخضع لتجارب جديدة، وقلت إن الرئيس القادم يجب أن يحظى بحد (أقصى) من التوافق إذا أردناه أن يعمل وألا يكون (عروسة جوانتى) فى أيدى غيره، مؤكداً أن فكرة (الرئيس الكاريزما) إلى زوال، وأن فكرة (الرئيس المؤسسة) هى التى يجب أن تحكمنا الفترة المقبلة، وكانت ردود الأفعال غاية فى التباين بشأن الأسماء المطروحة، وسواء كانت هذه الأسماء هى عدلى منصور أو مصطفى حجازى أو أى اسم آخر، فالهدف ليس الاسم، أو الترشيح، وإنما نشر طريقة التفكير الخاصة بالخروج من صندوق نفس الأسماء المعلبة، إلى براح صناعة رئيس على مقاس أحلام المصريين، مستنداً بالطبع إلى كفاءة، وإلى فريق رئاسى يفهم الفكرة ويقدم نموذجاً محترماً وحضارياً لدولة المؤسسات التى إن صلحت مؤسسة الرئاسة بها أثر ذلك على باقى مؤسسات الدولة.

وأعود لأكرر أن إخراجى للإخوان المسلمين من دائرة الاهتمام برغباتهم فى الرئيس القادم، تعود إلى أنهم سيعترضون أو يعارضون أى اسم ما لم يكن منهم سراً أو علناً، ومع ذلك، فيجب ألا تغفل أنهم أول من طبقوا تجربة (صناعة الرئيس) حتى وإن فشلت.

ثم أعود لألفت نظر سعادتك أن رفضك للإخوان لا يعنى إخراجهم من المعادلة، ومعهم التيارات الإسلامية الأخرى، ففى النهاية، وحتى لو أقصيتهم جميعاً من العمل السياسى، وأخرجتهم من معادلات المناصب والمشاركة فى إدارة البلاد عقاباً لهم على ما اقترفوه خلال سنة كبيسة من الحكم، والإجابة من وجهة نظرى (دون ترتيب) كالتالى:

1- الأزمة تصنع رئيساً.. هناك أزمة تستدعى وجود بطل أو مخلص فتتصاعد شعبيته فينادى به الناس، بغض النظر عن ظروف الأزمة واحتمالية صناعتها، كما أن هناك العديد من الأزمات التى صنعت رؤساء لمجرد أن يكونوا بديلاً (مرسى مثلاً)، ومن ناحية أخرى فالأزمة قد تهدم فرص الرئيس، بمعنى أن أزمة كبيرة يتم التعامل معها من شخص مرشح للمنصب بأسلوب غبى قادرة على إسقاطه وإكساب منافسيه رصيداً لم يكونوا فى انتظاره.

2- الإعلام يصنع رئيساً.. هربرت شيلر اعتبر وظيفة الإعلام وظيفة المتلاعبين بالعقول، ونظريات الإعلام، وظروف هذا البلد وتباين فئات شعبه تؤكد أن الإعلام قادر على تسويق الرئيس وإنجاحه ثم فرعنته، أو إفشاله وتسفيهه، وهنا: فتش عن مُلّاك الإعلام ومصالحهم وتحالفاتهم.

3- الجيش يصنع رئيساً.. هذا البلد لا تستطيع إخراج الجيش من معادلاته السياسية مهما ظننت أنك قادر على ذلك، ومهما ادّعى هو العكس. الجيش يجب أن (يرضى) عن الرئيس بنسبة أو بأخرى.

4- الأعداء يصنعون رئيساً.. سواء كانوا أعداء حقيقيين أو وهميين، فوجودهم يصنع خوفاً يعجّل بصناعة رئيس يواجه هؤلاء الأعداء.

5- المجتمع الدولى يصنع رئيساً.. أمريكا وعدد آخر من الدول ذات المصالح تشارك بنسبة أو بأخرى فى صناعة رئيس مصر شئنا أم أبينا. وقد تقول سعادتك.. كيف أخرجت الناس من كل الأطراف السابقة فى صناعة الرئيس، وهنا يجب أن أعترف لك اعترافاً مهماً: الناس فى مصر لا تصنع الرئيس.. بل تصنع الفراعنة، وهم فى كل المعادلات موجودون بشكل أو بآخر لكن ليس فى موقع الفاعل، بل فى موقع المفعول به المنصوب.. عليه.

غداً قد نشرح أكثر…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *