أتتنا النتيجة من الكنترول الذى أُذيع على الهواء مباشرة، سواء فى حوار «أطبطب وأدلع» أو فى حوار «الثلاثى المرح».
..
«السيسى» مرشح بدون برنامج.. لا يريد الالتزام بشىء ممسوك يحاسب عليه، محاط بمجموعة متجانسة من رجال «مبارك» أو العسكريين السابقين، وربما الحاليين، الذين يعتبرونه القائد المطاع، وأن كل ما يطلبه مستطاع.
يحظى «السيسى» بجماهيرية وشعبية ورضا واسع من قطاعات الشعب، له ظهير شعبى يراهن عليه دائماً بتذكيره بما كان من عصابة القناع الأسود الشهيرة بـ«الإخوان المسلمين»، وبما فعله هو شخصياً دون الاستعانة بـ«سوبر بندق».
هذه ليست قصة من قصص «ميكى جيب»، لكنها أشبه بالتسالى الموجودة فيها، فهناك بطل يريد الوصول عبر المتاهة إلى كرسى الرئاسة، وقد وصل.
صحيح هو قلِق، ولا يأمن مكر الظروف لكنه وصل.
الدولة العميقة تريد نجاح «السيسى».
الشعب يريد نجاح «السيسى».
المؤسسات تريد نجاح «السيسى» وستطيعه بالطبع وتفعل ما تؤمر به.
الرجل يقدم نفسه مرشحاً تصالحياً يلغى الإخوان من المعادلة ومن الوجود لو أمكن، ويستند إلى الجيش الذى يدعمه ويدعم حملته ظاهرها وباطنها.
الرجل سيكون رئيساً ولا يريد الالتزام بأى شىء لأنه لا يعرف الظروف.
وبرنامجه تفاصيله أمن قومى.
ومن حوله جاهزون للانقضاض عليك أو «تسييب» رجالتهم طالما كنت مؤثراً لتصويرك فى وضع الخائن أو الإخوانى أو مؤيد المرشح المنافس.
«السيسى» يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب.
سيستمر بقوة ادفع لفترة.
فإما أن ينجح، ويا رب ينجح هو أو أى رئيس، أو يكتشف أن الأمر فوق قدراته، وأن مصر ليست معسكراً، وأنه سيدفع ثمن تحويل ناصحيه المخلصين إلى أعداء حقيقيين أشد خطراً من خصومه.
ومع مرور الوقت، سيكون طرفاً فى مقارنات مع «مبارك» ومع «مرسى».
ومع مرور الوقت، سيرينا هل سيتحول إلى رئيس لكل المصريين أم إلى ديكتاتور ناعم محاط بحفنة من محتكرى الحقيقة المطلقة والمشككين فى كل من حولهم بأسلوب مخابراتى قديم قائم على وضعهم تحت ضغط الدفاع عن أنفسهم ومحاولة إثبات أنهم وطنيون ولا يكرهون الرجل فيضطرون للتوقيع على بياض.
«السيسى» ثعلب، والناس مبسوطة، مال أهلك انت.
لو كنت مكانك لتراجعت خطوة للخلف، واعتزلت المشهد تماماً وربنا يهنّى سعيد بسعيدة.. رئيس بشعب.. نظام بدولة، سيسى بدراويشه.
وكان الله بالسر عليم.. بس اطلع انت منها حتى لا تصبح الشماعة القادمة، ولا تكن مثل اللقمة فى الزور.
وفى يوم ما ستجد من يتذكر كلامك.
أو من يترحم على أيامك باعتبارك كنت مخبولاً.
فاللهم إن كان فى مصلحة البلد أن نكون مخابيل، فاجعلنا من المخابيل.