كالمعتاد، تجذب دبى الأنظار إليها، وهذه المرة من خلال منتدى الإعلام العربى الذى شرفت بحضوره، وصار مناسبة سنوية ثابتة للقاء قامات الإعلام العربى، ومناقشة قضايا إعلامية غاية فى الأهمية.
فى هذا العام، كان هناك جديد فى دبى، وفى المنتدى هناك مشروع للترام فى دبى لتخفيف حدة الزحام المرورى وقت الذروة بحيث يمنع دخول ومرور السيارات فى بعض الأماكن التى يمر بها الترام إلا لو كانت لأحد سكان المنطقة، وهناك عمل على قدم وساق فى مجال سعى دبى، لكى تكون مدينة ذكية بالكامل، تتعامل فى خدماتها المختلفة بالإنترنت، وهناك عمل فى مسار مختلف على دبى ٢٠٢٠ بحيث تبدأ مرحلة جديدة ومختلفة فى مجالات متعددة ومشروعات أكثر تميزاً فى هذه الإمارة الناجحة التى انتهى فيها البترول، لكنها اختارت أن تستفيد من عقول أبنائها، وتتعامل حكومتها وفق ما يؤكد عليه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتحقيق هدف واحد وهو: إسعاد الناس.
أما فى منتدى الإعلام العربى، فمع الجهد المتميز الذى يبذله الزملاء فى نادى دبى للصحافة، ومع الجلسات المتميزة التى ناقشت الحروب الافتراضية وسؤال المصداقية فى الإعلام العربى وغيرها من الموضوعات التى اختارت محوراً أساسياً عنوانه: مستقبل الإعلام يبدأ الآن، ومع حضور إبراهيم محلب، رئيس الوزراء المصرى وإلقائه لكلمة فى افتتاح المنتدى، ثار جدل كبير حول استضافة السيدة منى البحيرى، صاحبة عبارة: «شت اب يور ماوس أوباما»، والتى اتضح أنها صاحبة شعبية كبيرة فى دبى ووسط الإعلاميين الذين تنافسوا على التصوير معها!!
بالتأكيد كل الاحترام لهذه السيدة المصرية البسيطة أياً كان اتجاهها السياسى، لكن ما علاقتها بمنتدى الإعلام العربى؟؟ ولماذا تمت دعوتها على هامش فعالياته؟؟
الناس هناك انقسموا بين معجب وساخط، مبسوط أو مصدوم، وفى كل الأحوال يجب التأكيد على عدة أشياء.
أولها: أن حسن النية متوفر لدى منظمى المنتدى.. هكذا عرفتهم وزاملتهم لسنوات وأعرف أنهم لم يقصدوا أبداً استغلال الأمر على أى مسار مهين.
وثانيها: أن انصراف البعض للسخرية من السيدة نفسها، شىء غير مقبول، فلم تصنع السيدة نفسها، بل صنعها الإعلام واستهانة البعض بها بعد أن استخدموها كمادة للضحك والسخرية.
وثالثها: أن معيار استضافة هذه السيدة غاب عن الحضور، وربما غاب عن اللجنة المنظمة، فهل حضرت على أساس إثارة جدل، أم لأنها مشهورة فى دبى على شبكات التواصل الاجتماعى والشباب يرتدون تى شيرتات عليها عباراتها الشهيرة، ولو كان الأمر كذلك، فهل يستضيف المنتدى صاحب مقولة «أيام سوووودا»، أو هشام الحرامى أو مجنون أحمد شيبة بنفس المعيار، بالتأكيد لا، ولذلك استغرب الكثيرون، وأنا منهم لا سيما أن رداً على ما يثار، وهو ملموس ومسموع فى أروقة المنتدى وشبكات التواصل، لم يصدر بعد.
ورابعها: أن أغلب حضور المنتدى، على اختلاف خلفياتهم وأعمارهم وحتى مواقفهم من هذه السيدة ومن استضافة المنتدى لها، حرصوا على التصوير معها!!!! فهل هذه هى ازدواجيتنا العربية المعتادة، أم مجرد موضة ستأخذ وقتها وترحل مثل غيرها؟؟
أخيراً، لا يجب أبداً أن ينتقص هذا الأمر، وهو أمر مستغرب على أقل تقدير ومستهجن لدى كثيرين، من الجهد المتميز الذى بذلته اللجنة المنظمة، والتى تتقبل النقد بمنتهى النزاهة والرقى، فشكراً لمنى غانم المرى، ومنى أبوسمرة، ومريم بن فهد والزملاء مهاب مازن، وخالد جمال، وأحمد خالد، وغيرهم من الزملاء فى نادى دبى للصحافة، أو بعبارة أخرى: سانك يو أراب ميديا فورم آند شت أب يور ماوس يا أوباما آند جو تو هيل.