بعد حواره التليفزيونى الأول خرج الكثير من ردود الفعل والآراء لكل من تابع حوار «السيسى» مع إبراهيم عيسى ولميس الحديدى. من وجهة نظرى إبراهيم ولميس (دونت ميكس) مهما حاولا ذلك، وهو ما أعطى فرصة لـ«السيسى» لكى (يركب) الحوار فى بعض الفترات، مع كام كتف قانونى (بلغة الكورة) من إبراهيم عيسى، لكن ليس هذا هو موضوعنا..
موضوعنا هو كيف استقبل الناس حوار «السيسى»؟؟، وماذا قال «السيسى» أصلاً فى هذا الحوار الفلتة الذى باع المعلنون دقيقته الإعلانية بحوالى 300 ألف جنيه؟
شوف يا سيدى..
الحوار بلغة الإعلام: ضعيف.. ماتطلعش منه بحاجة جديدة، لكن تخرج منه باتجاهات «السيسى» التى يمكن القياس عليها.
بلغة الناس البسيطة التى تؤيده: مبسوطين. أول مرة يشوفوه فى حوار، ويتكلم عن الجمالية وولاده.. وقفوا كثيراً عند (ابنه اللى فى المخابرات)، لكن حد تانى هيرد عليهم ويقول لهم: ما هو قال ابنه التانى اترفض مرتين فى الخارجية، وهو ما اتوسطلوش يا أخى.
بلغة الإخوان: هذا فرعونكم الجديد أيها الانقلابيون.. عايز يبيدنا.. السيسى السفاح بيعترف أننا مش هنبقى موجودين وأهو بدأ مخططه.
بلغة القوى الثورية: آدى الديكتاتور اللى هيلغى المظاهرات وينزل الجيش الشوارع.
بلغة الستات: شفتوه وهو بيتكلم عن مراته ولما قرر يتجوزها وهى فى الثانوية العامة.. هاحححح.
بلغة السياسيين: «السيسى» يقدم نفسه للشعب المصرى، ولم يتحدث فى برنامجه بعد، والبعد الإنسانى هو ما أراد الاتكاء عليه فى الجزء الأول.
بلغة المراقبين: شديد الالتزام.. يتميز بصرامة ناعمة.. سيحكم بيد من حديد ترتدى قفازاً حريرياً.
بلغة أساتذة البلاغة: يعطيك من طرف اللسان حلاوة.. ويروغ منك كما يروغ الثعلب.
بلغة الإعلاميين: يعنى مالقيوش غير لميس وإبراهيم عيسى؟؟ والله لو كنا مكانهم كنا طلعنا منه حاجات أحسن.
بلغة الإعلانيين (بالنون): الراجل ده جاب إعلانات حلوة.. ما تخلوه يعمل حاجة ف رمضان.
بلغة المتحمسين للرجل: أسسسسدددد.. أسسسسددددد.
بلغة مؤيدى «حمدين»: لو جدع ييجى مناظرة. طب هو مسجل الحوار ليه؟؟.. طب هو مسجل الحوار فين؟؟ طب هو ليه مسجل أصلاً مش هوا؟؟!!.. طب أى حاجة فى رغيف!!!!
وأياً كانت ردود الفعل، فما يهمنى هو عدة نقاط:
أولها: أن «السيسى» يتكئ على خبرة أمنية، ودور فى الإطاحة بالإخوان، ينقص المرشح الآخر، وهو سبب لدعم كثيرين له.
وثانيها: أن «السيسى» حسم الأمر وانحيازاته حين قال: مفيش إخوان. صحيح هو لم يقل لنا كيف، لكن يكفى أنه قالها.
وثالثاً: الرجل سيُشرك المصريين معه فى إدارة البلاد عن طريق إعطائهم صورة بتقديره للموقف، وسيعرفون وقتها فداحة الأمر، ليختاروا بأنفسهم هل سيدعمونه أم لا؟
ورابعاً: «السيسى» لم يتكلم -فيما رأيته- عن حمدين صباحى مرشحه المنافس. لا بشكل مباشر ولا غير مباشر.
وخامساً: يغضب «السيسى»، وسيغضب، من الجدل الكثير. قد يبدو هادئاً، لكن يمكن أن يغضب بسهولة.
وسادساً: «السيسى» يرفض التظاهر تماماً، وغالباً لن يعفو عن أحد من المحبوسين والمعتقلين كما يظن البعض.
أخيراً: ما زال «السيسى» لم يتكلم عن برنامجه وخططه.. كلها تلميحات لمشروعات تبدو مهمة لكنها ليست عظيمة، إلا حين يستطيع تحقيقها، وحين يستفيد منها المواطن الغلبان.