سيكون الناس على موعد مع باسم يوسف الذى يعود لبرنامجه الاستثنائى نهاية الشهر الحالى، وسيكون باسم نفسه على موعد مع المزيد من الاتهامات، ولا أعتقد أنها قد تغير شيئاً منه أو من طبيعته، فرجل كان يلقَّب بـ«كلب ساويرس»، ثم اتُهم بالماسونية، ثم تم تكفيره، وتم تخوينه على أساس أنه مستخدم من الغرب، ويصادق اليهود والصهاينة، هل تعتقدون أن تهمة جديدة مثل (لحس البيادة) مثلاً ستفرق معه، وإذا حدث العكس، وهاجم الرجل السيسى، هل تتوقعون أن تهمة مثل (أخونة باسم يوسف) وكونه (طابور خامس) ستغير منه؟؟!!! صحيح باسم فى مأزق، لكن الوضع مختلف تماماً، ولا يمكن مقارنته بأيام مرسى، كما أن باسم وفريقه لا بد أنهم أثناء تحضيرهم للحلقة التى سيعودون بها سيقولون: ولا يوم من أيامك يا مرسى، فالرجل كان كنزاً حقيقياً لكل الساخرين، كما أن القنوات الدينية التى أُغلقت كان بها من المواهب الكوميدية ما يكفى باسم حتى آخر العمر، لكن مع ذلك لا أعتقد أن باسم سيجنح للسخرية من ناس هم الآن فى السجون، كما أن سقف التوقعات عند الناس يجب أن ينخفض قليلاً إذا أردتم تقييم الرجل. هل باسم يوسف أصلاً مطلوب منه أن يثبت أى شىء لأى أحد حتى يرضى عنه؟؟ وإذا فعل، فهل سيرضى عنه الناس؟؟، وهل سيعتبره منتقدوه (بطلاً) أو رجلاً يقول الحق؟؟ إذا كان الحق أساساً أصبح مفهوماً نسبياً لدينا جميعاً، فماذا ننتظر من باسم يوسف الذى لا بد أنه يضرب أخماساً فى أسداس هو وفريق عمله بعد فترة غياب أثارت تساؤلات؛ بعضها مشروع، وبعضها من قبيل المزايدة والتخوين؟؟ سيعود باسم يوسف من جديد ليقدم ما يفترض أنه يضحكنا ويجعلنا نفكر، لكن حين سيسخر من السيسى أو أحمد على -كما يتمنى الإخوان ومريدوهم- سيجد المشاهد على شريط الأخبار فى أسفل الشاشة خبراً عن تفجيرات فى سيناء، وجنود وضباط يُقتلون، وإذا لم يفعل سيتهم بمحاباة الجيش ولحس البيادة ويظل الناس يتحدثون عن موقفه من فض الاعتصام ومن القتلى من الإخوان ومؤيديهم فى الاشتباكات المختلفة. دعك طبعاً من هؤلاء الذين أصدروا أحكامهم النهائية بأن باسم كان جزءًا من مؤامرة كونية كبيرة على مرسى يقودها فيجا الكبير من الكوكب الآخر ويشهد عليها دوق فليد، وهم من أكدوا أنه لن يعود لأنه انتهى من دوره المرسوم له من قوى الشر العالمية المتحالفة ضد مرسى وإخوانه برعاية العسكر والمخابرات وأمن الدولة والمخابرات الأمريكية وأبو الغضب، فها هو سيعود، وها هم سيعودون لتعديل اتهاماتهم مع التصميم على نفس الأحكام، وهى أن باسم ابن 60 فى 70. أنا -كبنى آدم- لو فى مكان باسم يوسف، ولا أتمنى أن أكون فى مكانه أبداً، ستكون عندى مرارة من ناس مصممين على محوى تماماً من الكون (ـلم يقدّروا حتى الظرف الإنسانى حين توفيت والدته ودخلوا ليشتموه ويسبوها على فيس بوك وتويتر فى حقارة وقذارة وصلت للمنتهى)، وسأخرجهم تماماً من حساباتى، لأنهم -فى كل الأحوال- يعاملوننى معاملة العدو المارق الفاسد الفاجر الذى يستوجب المحو من الوجود. الخلاصة: فى كل الأحوال باسم هيتشتم، وسيُتهم من جميع الأطراف، وهذا ليس جديداً عليه ولن ينتهى، لكنه سيظل يعمل، والتحدى الوحيد الكبير أمامه هو أن يحافظ على المبدأ.