مجموعة سعودي القانونية

محمد-فتحي

كثيرون هم الأراجوزات فى حياتنا، هناك من يرتدى منهم قناع المناضل، أو قناع الإعلامى، أو قناع السياسى، أو حتى قناع رئيس البلاد، لكن هذا لا يغير من حقيقة كونهم أراجوزات بمعنى الكلمة، ولن يغير القناع من تكوينهم وتركيبتهم النفسية مهما كانت المسميات والألقاب التى يتوارون خلفها، أو المهنة التى ينتمون إليها.

أمس.. أرسل لى الصديق طه فرغلى صورة لمانشيتات جريدة الشعب، والتى كانت كالتالى:

■ «6 أكتوبر: يوم الفرقان بين الحق والباطل».

■ «احجز مقعدك بين الجنة والنار».

■ «سنزحف للتحرير، وهو أنسب يوم للشهادة والقصاص من قتلة الشعب».

وعلى يسار العناوين الرئيسية علامة رابعة الصفراء وبجانبها 6 أكتوبر، وأسفلها صور السيسى ومحمد إبراهيم وعلى جمعة!!!

تصدر هذه الجريدة فى مصر، وتطبع فى مطابع حكومية، وتوزع على باعة الصحف، فى الوقت الذى يتباكى فيه كثيرون على إغلاق قنوات دينية محرضة، ويقولون إنهم يواجهون حصاراً إعلامياً وتضليلاً كبيراً، وتزييفاً للواقع.

حسناً.. هذا هو الواقع.

لم يتعظ أحد من الدرس، وما زال يصور الأمر على أنه صراع بين أصحاب الجنة، وأصحاب النار، ولا يزال الباشا المناضل يتصور أن معه مفاتيح الجنة والنار، وأن من سينزل معه سيتخير مقعده فى الجنة، بينما من يرفض أو ينزل ضده سيتخير مقعده من النار.

جريدة «الشعب» لها تاريخ لطيف، فهى مثلاً كانت الجريدة التى نشرت شتائم زكى بدر وزير الداخلية الأسبق للمعارضة فى صفحتها الأولى شاملة سب الدين والبذاءة وشتيمة الأب والأم وفلان ده ابن كذا كذا، وعلان ابن كذا وهكذا، رغم أنها ذات خلفية إسلامية.

وهى ذات الجريدة التى نشرت مقالاً لمحمد عباس يحرض فيه على رواية لأديب سورى وهو يكتب: من يبايعنى على الموت؟، فخرجت مظاهرات عنيفة من جامعة الأزهر، وكان طلابها الذين تظاهروا لم يقرأوا الرواية أصلاً، وإنما حملوا مقال عباس، الذى دارت به الأيام حتى أصبح رئيساً لحزب أبوإسماعيل!!!

أما مجدى حسين نفسه فهو ذلك الرجل الذى قدم نفسه كمناضل اعتقل لسنوات، وكان حاضراً للاجتماع الشهير مع مرسيه عن أزمة سد النهضة فطلب من الجميع أن يقسموا على المصحف ألا يخرج الموضوع خارجهم رغم كونه كان مذاعاً على الهواء!!

وفى نفس الوقت فمجدى حسين من محرضى منصة رابعة، وهو أيضاً من أشهر المحرضين فى صفحته على فيس بوك، وله (بوست) مشهور قبل 30 أغسطس يقول فيه نصاً: «لا تتعجلوا اقتحام المبانى الحكومية.. المهمة الرئيسية تفكيك الجيش والشرطة»!!!!

مجدى حسين إذن ضمن (رهط) من الإخوان المسلمين ومناصريهم لم يتعلم الدرس، ولا يزال يرى أنها معركة دينية، وأن التحريض والتسخين وإشعال الموقف فى السادس من أكتوبر هو الذى سيفرق بين الحق والباطل، ولا مانع لديه أبداً أبداً من أن يموت الناس فى هذا اليوم، فهم إن كانوا ضمن معسكره فسيكونون شهداء يدخلون الجنة، وإن كانوا من الآخرين فهم أولاد كلب، وسيدخلون النار!!!

والمصيبة الكبرى أن (غباء) ما يفعله مجدى حسين، وأمثاله، وغباء ما يفعله (عصام العريان) ببياناته، هو ما يؤدى فعلاً لإيجاد مبرر لمزيد من العنف ضد من سينزل الشارع فى هذا اليوم لو تطورت الأمور، وخرجت عن السيطرة فى محاولة لضرب كرسى فى الكلوب يوم ذكرى انتصارنا الوحيد، والأكيد، فى القرن العشرين.

أمثال مجدى حسين سواء كانوا فى معسكره أو فى المعسكر المضاد هم سبب وكستنا جميعاً، لكن مجدى ورفاقه ممن يعدوننا بالجنة لو كنا معهم، ويهددوننا بالنار وكأنهم متحدثون رسميون باسم ربنا سبحانه وتعالى، هم الذين يستحقون منا كل احتقار، والمشكلة أن القبض على أمثاله، ومصادرة جريدة محرضة تحمل هذه العناوين، فرصة ذهبية لهم للمتاجرة التى يتميزون فيها سواء فى الدم.. أو فى الدين.

 

 

 

 

 

المصدر :جريدةالوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *