مجموعة سعودي القانونية

محمد-فتحي

أمس طرحت سؤالاً للإجابة واسماً للتفكير..

أما السؤال فهو: ماذا سنفعل فى إشكالية حرق الجميع؟

السيسى نجم الشباك والشاطر حسن وبطل الأبطال وزعيم يشتاقه البعض، وهو فى الوقت نفسه قاتل وخائن عند فريق ليس بالقليل مهما ظننت أنه كذلك.

والوجوه القديمة احترقت بغبائها السياسى أو مواقفها المخزية أو تصرفاتها المائعة أو دهستهم الأيام والحوادث لتثبت أنهم لا يصلحون لإدارة بلد بحجم مصر.

فماذا سنفعل؟ وقلت إننا فى حاجة ماسة لـ(صناعة) الرئيس المقبل. وطرحت اسم عدلى منصور، وختمت المقال..

وجاءت العديد من ردود الفعل عبر تعليقات ومكالمات، فالبعض استحسن الطرح، واعتبره منطقياً، ويحل جزءًا كبيراً من الأزمة، لا سيما أن الرجل لم تصدر عنه تصرفات مخزية، أو يحرق نفسه بغباء سياسى أو بهرتلة خطابية، وقرارات عشوائية كسابقيه، ويكاد الرجل يكون نموذجاً لرئيس يمشى على الحبل بمنتهى التوازن حتى لا يسقط، كما أنه لم يسع للمنصب حقاً وفعلاً، بل سعى إليه المنصب لاعتبارات تتعلق بمنصبه لا أكثر ولا أقل، ومع ذلك فأداؤه جيد.

إلا أن البعض الآخر يراه مثالاً آخر للرئيس (الإمعة) ولا يثق بأن قراراته من رأسه، رغم تقليص صلاحياته أصلاً، كما أن الاعتقاد السائد بأن السيسى يحكم من خلاله -وهو اعتقاد غير صحيح بالمناسبة وقد نتحدث عنه لاحقاً- يمنع شريحة كبيرة من الناس (التى ترى السيسى خائناً و«سى سى» قاتل) من قبول عدلى منصور، والذى يشتمونه ويسبونه ويصفونه بـ(عدلى طرطور).

يعنى باختصار سنعود لنفس الجدل. رئيس يراه الناس ظلاً لا أكثر ولا أقل، ويراه آخرون راجل (كُبَّارة) لم تخرج منه (العيبة).

وهنا بدأ الاسم الآخر يبرز..

مصطفى حجازى.. فهل يصلح أن يكون حلاً؟

حجازى مستشار الرئيس للشئون الاستراتيجية والسياسية، خطف الأضواء فى أول مؤتمر صحفى ظهر فيه، وأبلى بلاء حسناً أمام وسائل الإعلام العالمية، ويبدو أن دوره فى الكواليس أهم بكثير من دوره فى العلن، إضافة لكونه وجهاً مقبولاً عند قطاعات عريضة، يسهل تسويقه وصناعته كرئيس ببعض الحملات التى سيواجه من خلالها اتهامات محدودة، بعيدة كل البعد عن (التبعية) أو (الهرولة) أو حتى (التخوين).

هو نموذج لأستاذ جامعى تعلم تعليماً متميزاً، وأدى دوراً مهماً فى الفترة الانتقالية، ويحظى بقبول شعبى جيد، وعلى علاقات طيبة بمختلف التيارات، وإن قلت لى إن الإخوان يكرهونه، فدعنى أقُل لك إن الإخوان سيكرهون الجميع ما لم يكن منهم، ولذلك يجب أن يخرجوا من معادلة صناعة الرئيس طالما لم يتعاملوا بالذكاء الكافى للعودة، وفضلوا عليه غباءهم فى لعب دور الضحية والعناد، للظهور بمظهر المقاوم العنيد وخصم الدولة القوى، وهو الدور الذى يمكن أن يتم تحجيمه مع مرور الوقت.

صحيح ستجد لمصطفى حجازى أيضاً عيوباً قاتلة، لكن من قال إن من سيحكمنا سيكون ملاكاً، أو إننا سنرضى أن يتحول إلى نصف إله.

من فضلك، لاحظ أن فكرة الرئيس البطل أو الزعيم اتهرست فى أكثر من عهد ونظام، وتكرارها يبدو أشبه بتعيين «حزلؤوم» رئيساً، ولذلك يجب الخروج من مأزق الرئيس الكاريزما البطل، لمرحلة الرئيس المؤسسة صاحب فريق العمل، والقادر على إدارة الأزمات.

باختصار مرة أخرى.. ما أريد أن أقوله بوضوح، وبشكل مباشر لا لبس فيه، أن التفكير فى الحلول الخاصة بـ(صناعة الرئيس المقبل) أهم بكثير للخروج من المأزق الكبير الذى نواجهه من العودة لنفس الوجوه القديمة، ونفس الصراعات التى قد تقودنا فى النهاية لمرشح ليبرالى أو ذى خلفية عسكرية فلولية، فى مواجهة مرشح يحظى بدعم إسلامى، ليتكرر نفس الموقف، ونحصل -فى الغالب- على نفس النتائج.

أما من الذى سيصنع الرئيس، فهذا حديث آخر، ينبغى أن نجهد أنفسنا فى التفكير فيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *