مجموعة سعودي القانونية

أحمد سمير يكتب |  القوى المدنية.. أنصاف رجال حول رئيس

(1)

لا تكذب.. لا تسرق.. لا تقتل عابري السبيل في الأزقة ليلا..

لا تضع النمل الفارسي في كوب ماء وتغطسه لتستمع برؤيته وهو يغرق ببطء..

لا تغير ملامحك لتخيف طفلة في الخامسة ثم تعاود الابتسام بسرعة حين يلتفت إليك والدها..

لا تفعل الشر عمومًا.. لا تفعل الشر.. فالقوى المدنية لا تحب أن ينافسها أحد في مجال إيذاء الناس.

(2)

لماذا يؤيد قطاع عريض من القوى المدنية ــ هي اسمها كده ــ وزير الدفاع في انتخابات الرئاسة؟

القوى المدنية ــ هي اسمها كده ــ يريدون رئيسًا عسكريًّا.. فلو طرحت عليهم رئيس حزب الوفد أو رئيس حزب المصريين الأحرار لن يقبلوا.. يريدون رئيسًا تتحرك الدولة الأمنية معه وتطلق الرصاص من أجله.

مشروعهم السياسي رئيس يخلصهم من خصومهم.. مشروعهم السياسي أن يصفقوا للأبد.

(3)

“والدتي كانت ترفض تمامًا أن أرقص، عاقبتني بشدة على رقص الباليه، وزاد العقاب بعدما علمت أنني أؤدي عروضًا للرقص الشرقي”.

“فوجئت أنها حضرت حفلة لي وبعد أن انتهيت ضربتني على وجهي قائلة: ما هذه الملابس العارية التي ترتديها؟”

من حوار الفنانة صافيناز مع الإعلامي شريف عامر على إم بي سي مصر.

(4)

“يا أحمد قول لمينا.. مصر بلدنا حتغرق بينا”.

يبدو شعارًا لطيفًا.. لا أعلم لماذا لم تستخدمه القوى المدنية في الدعاية لمرشحها وزير الدفاع في انتخابات الرئاسة.

من يتخذون سفهاء الإخوان قدوة سيلحقون بهم.. فالكل يريد أن يتحالف مع من يحمل السلاح.. وسنكتشف جميعًا في النهاية أن الصفقة كانت دومًا بين العسكر والمجلس العسكري.

ومن بدأوا بإقناعنا بـ”لا تتركوه للفلول أعداء الحرية” انتهى الأمر بأن يكونوا هم أعداء الحرية.. ومع الوقت ندرك شيئًا فشيئًا أن أكبر نجاحات الجناح الديمقراطي في السلطة خلال التسعة أشهر الأخيرة أنهم لم يقبض عليهم حتى الآن.

يقولون لنا “احنا ندعم وزير الدفاع للرئاسة.. ونعمل دولة مدنية بقى” لندرك يوميًّا أن القوى المدنية ليست مدنية.. كالإخوان يريدون أن يشاركوا العسكر في الحكم لكن القصر يتسع لواحد بينما القبر يتسع للجميع.

(5)

هل وجدتم ما وعدكم العسكر حقًّا؟

يتغير مستقبلك إذا غيرت تفكيرك.. لذا لن يتغير مستقبل القوى المدنية أبدًا.

جوهر المشكلة ــ ببساطة ــ أنهم يرون أنفسهم أصفارًا.. رؤيتهم أن تكون قريبًا من السلطة لتحافظ على مصالحك لذا يرون أنفسهم ظلًّا للبدلة العسكرية لا أكثر ولا أقل.

يرون المتظاهرين أداة في يد الإخوان أو الفلول أو الأمن أو مخابرات عالمية.. لذا فحتى عندما تصادف أن نقف وكتفنا في كتفهم يومًا كنا نهتف ضد سلطة فاشلة بينما كانوا يهتفون لاستدعاء سلطة أخرى فاشلة.

يرون البشر لا شيء.. لأنهم يعلمون أنهم لا شيء.

يقولون: لا تهمنا الآن الحريات وحقوف الإنسان.. فماذا يهمهم إذن؟! الأمن؟!.. عفوًا الشرطة والجيش يجيدون ذلك أكثر منكم، فدائمًا الشرطي أهم من المخبر.

يتصورون انهم سيكونون أقرب للعسكر من الفلول.. لكنهم دومًا سيخسرون مواقعهم لصالح الفلول.. فالدولة الأمنية ترتاح لمن لا يؤمن بالحريات أكثر مليون مرة ممن يضحي بها لفترة من أجل مصلحته.

(6)

المبهج أنه لا حضيض بعد هذا..

قيادات القوى المدنية لا تدري إلى أين تريد أن تذهب، لذلك فكل الطرق لن توصلهم إلى أي شيء.

هم أصفار.. يخشون الإخوان ولو اختفى الإخوان يخشون الفلول ولو اختفى الفلول يخشون السلفيين.. لأنهم ببساطة يخشون الناس.

لست متشائمًا لمستقبل القوى المدنية.. أعتقد أنهم سيبقون طويلًا والمستقبل أمامهم.. فقط لنذكرهم بما فعلوا.

(7)

تقول صافيناز: “الآن تبدل الأمر.. حينما شاركت في مهرجان في موسكو للرقص الشرقي، أمي شاهدتني وأخذت تبكي ومنذ ذلك اليوم وهي تحب الرقص الشرقي”.

وأضافت “الرجل الذي سيحبني، لن يمنعني من ممارسة رقص أعشقه”.

من حوار صافيناز مع الإعلامي شريف عامر.

 

 

 

 

المصدر:الشروق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *