محكمة فرنسية تستدعي كلبًا وتستجوبه!
شهدت فرنسا أخيرًا قضية مثيرة للاستغراب، حينما أقدمت محكمة على استدعاء كلب لسماع شهادته بخصوص جريمة قتل تعرّض لها صاحبه.
منافية للمنطق .. ورغم أن الواقعة تبدو منافية لأبسط قواعد المنطق والعقل، إلا أن الاستعانة بالكلاب في بعض القضايا كشهود رئيسين باتت مثل الظاهرة في المحاكم الفرنسية.
وذكر راديو “آر تي إل” أن قاضيًا في إحدى المحاكم الواقعة في مدينة تور الفرنسية قد أمر استدعاء ذلك الكلب، الذي يبلغ من العمر 9 أعوام، ويطلق عليه اسم تانغو، من أجل الاستماع إلى شهادته بخصوص جريمة القتل التي تعرّض لها صاحبه، وذلك في محاولة لتأكيد المزاعم المثارة ضد الشخص، الذي يفترض أنه متورّط في عملية القتل.
كما أمر القاضي الشخص المشتبه فيه بأن يهدد الكلب بهراوة، لمشاهدة رد فعله، ومن ثم المساعدة على حل لغز الجريمة. وفي مسعى إلى ضمان نزاهة الاختبارات التي يخضع لها الكلب، استعانت المحكمة بكلب آخر يبلغ السن نفسها، ومن السلالة عينها، اسمه نورمان.
قضاء مهدد .. إلى ذلك، أبدى غريغوار لافارج، وهو محامي الشخص المشتبه فيه، استغرابه من قيام المحكمة بأمر كهذا، مضيفًا: “الأمر برمته سخيف تمامًا. لهذا فإن قام تانغو برفع مخلبه الأيمن، حرّك فمه أو ذيله، فهل سيتعرف إلى موكلي أم لا؟، وأنا أتصور أن هذا الأمر مثير للقلق بالنسبة إلى النظام القضائي الفرنسي، وإن تجاهل القاضي مطالب العقل، وأحاط نفسه بخبراء غير عقلانيين، فسيكون النظام غاية في الخطورة”.
لكن مهمة الكلبين، تانغو ونورمان، قد باءت بالفشل في المحكمة، بعدما لم يقدما أية إضافة إلى القضية، ولهذا قرر القضاة أن يعيدهما إلى ممارسة حياتهما الطبيعية ككلاب.
هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استدعاء كلب للمحكمة، حيث سبق أن طلبت إحدى المحاكم في باريس في الشهر الماضي من طبيب بيطري أن يقدم تحليلًا موضوعيًا لردود الفعل البدنية لكلب عندما تعرض عليه صور اثنين من القتلة المشتبه فيهما.
بناءً على ردود فعل الكلب، أخبر الطبيب البيطري هيئة المحكمة أنه من المحتمل أن يكون هذان الشخصان هما المسؤولين عن جريمة قتل صاحب الكلب. من جانبه قال جاك كورديل، وهو من المتخصصين في السلوكيات البيطرية، إن ذلك الإجراء غير قانوني تمامًا، وإنه يفتقر لأي أساس علمي، رغم أن دراسة سلوك الحيوان علم حقيقي.