لم يكن د. عبدالمنعم أبوالفتوح وقتها هو الإخوانى العميل الخائن المارق، إلى آخر هذه الاتهامات التى طالته الآن، ولم يكن ذلك السياسى المرتبك كما هو الآن، بل كان وقتها ملء السمع والأبصار، والبديل المناسب لكل من يريد أن يحكمنا مدنى، ثورى، ليبرالى، بخلفية إسلامية، حتى لو كانت إخوانية، وكنا نصدق فعلاً أن أبوالفتوح ليس مع الإخوان بالمرة، وأنه سيواجههم بقوة إذا فاز بالرئاسة، ثم جاءت النتيجة صادمة وحل أبوالفتوح رابعاً، وكسب صباحى رهان مؤيديه عليه. بعدها بفترة سألت د. عبدالمنعم: لماذا خسرت؟؟ وكان رده لأن الناس الآن تحب الاستقطاب، فأنت إما مع أو ضد، وخطابى كان إصلاحياً بعض الشىء، فرفضه الناس.
السيسى وصباحى بصورة أو بأخرى استفادا من درس أبوالفتوح، فكان ضمن القليل الذى اتفقا عليه هو: مفيش إخوان لا جماعة ولا حزب فى عهدى!
ما لم يجب عنه كلا المرشحين، لأن السؤال لم يُسأل من الأساس: وماذا عن الأفراد؟
ماذا عن هؤلاء الذين ارتبطوا بثأر مع الرئيس المقبل لأنه -بما قالاه- لن يعيد حقوق أى قتلى من الإخوان على اعتبار أن من مات هو إرهابى، حتى لو كان فى مسيرة سلمية، وحتى لو كان ماراً بالمصادفة، وحتى لو كان مسيحياً، وحتى لو لم يكن من الإخوان أصلاً.
هؤلاء لديهم ثأر مع الدولة/ المرشح/ الرئيس/ الداخلية/الجيش/ الحكومة، أو فلتقل ما شئت، وهؤلاء يجب أن يفكر رئيس مصر المقبل ماذا سيفعل معهم، لأنه قادر على إلغاء الكيانات والأحزاب والجماعات، لكنه لن يستطيع نزع الغضب والغل من قلوبهم إلا بعدالة انتقالية حقيقية، للأسف الشديد، لن يحققها لا السيسى، ولا حمدين.
(2) لماذا تسخرون من لمبات السيسى وعربية الخضار؟
من بتاع أربعين سنة والا حاجة، فيدل كاسترو زعيم كوبا الثورى عمل حاجة غريبة جداً لما اكتشف إن الأمية تسيطر على بلده. قرر إنه يقفل كل المدارس والجامعات والمعاهد لمدة سنة! وكل الناس المتعلمين يروحوا يعلموا الناس الأميين..
وبعد سنة، نسبة الأمية دى نزلت وبقى 80% تقريباً من الكوبيين متعلمين.
ورجعت المدارس تانى.
الكلام ده باكتبه لأن السخرية من الحلول غير التقليدية اللى ممكن يقدمها السيسى أو صباحى مالهاش علاقة بإمكانية إنجاز ده على أرض الواقع.. لأن المعيار هو الإنجاز..
يعنى اللمبات اللى اتكلم عنها السيسى، لو حلت فعلاً مشكلة الكهربا.. يبقى حل محترم وهيتقال عليه عبقرى.
عربية الخضار اللى هيسرح بيها الناس اللى مش لاقية شغل، موجودة فعلاً بالمناسبة فى أماكن كتيرة، وفكرة انتشارها محتاجة دراسة.
موضوع الفدادين اللى قاله صباحى.
موضوع الاستفادة من الصناديق الخاصة اللى طرحه مع توفير عمل للناس اللى بتستفيد منها.
بس كمان الحلول دى بتبقى حلول ثورية مؤقتة لا تستجلب رضا الناس بقدر ما تستجلب سخريتهم.
فيبقى الحل دايماً أن تشتغل على «مسار مواز» فى حل حقيقى وجذرى.
وده اللى قاله صباحى لما اتكلم فى موضوع الطاقة البديلة واستخدام الطاقة الشمسية.
إيه اللى عايز أقوله؟
حاجتين..
الأولانية: ما تستهونش بالحلول غير التقليدية اللى بره الصندوق وخلى معيارك هو الإنجاز.. يعنى أى واحد يقول أى حاجة قل له ورينا، وحاسبه لو ماعملهاش، أو لو ما نجحتش، وفى نفس الوقت.. المرشح ومؤيديه ما يعتبروش إن السخرية من اللى بيقولوه إهانة.. السخرية والإهانة طالت الأنبياء نفسهم، ومرشحك مش نبى.
الحاجة التانية: ما تيجو نفكنا من الجو بتاع الشتيمة والسباب المتبادل بين مؤيدى الاتنين..
ما تيجو نفكر فى إن الاتنين واحد فيهم هيبقى رئيس، وإن معيارك فى الحكم عليه هو نجاحه فى قيادة البلد حتى لو كنت بتكرهه.. لأنك مهما كرهته.. أكيد بتحب بلدك وعايزها كويسة ومحترمة.