مجموعة سعودي القانونية

إبراهيم عيسى يكتب | مصر جميلة.. ومصر «فيرى باد»

ابراهيم-عيسى

يبرهن مقال فى جريدة «الحياة» اللبنانية على استقلالية سياسة الجريدة عن مالكها الأمير السعودى، بموقف الصحيفة من مصر. والحقيقة أن هذه الجريدة التى ينتمى معظم زملائنا اللبنانيين فيها إلى قوات دكتور سمير جعجع، المتورط حتى عنقه فى القتل والذبح الطائفى تنضح يوميًّا بكراهية ثلاثين يونيو، ولا تفوِّت يومًا دون الانحياز بالصورة والكلمة والتقرير ضد الاختيار الشعبى فى مصر، وتتعثر فى سطورها فى أشاوس ليبرالية الوهابية التى تندد من فرط ديمقراطيتها الطائفية بعساكر مصر «الطريف أن مالكها الذى يمنح أجور فلاسفتها الجعجعيين كان قائدًا عسكريًّا فى الجيش السعودى ولقوات التحالف الأمريكى فى تحرير العراق!».

وهناك أيضا جريدة «الأخبار» اللبنانية، وهى موالية ويقال إنها مموَّلة كذلك من حزب الله، لا تجد أى مشكلة فى الاحتفاء بانتخابات رئاسة ديكتاتور سوريا، وتهاجم مخلصةً المتأففين اللبنانيين من زحام اللاجئين السوريين فى شوارع بيروت للتصويت فى سفارتهم لانتخاب الأسد، بينما تعتبر رئاسة السيسى هى رئاسة الصناديق الفارغة، فضلا طبعا عن هجوم اليسار المتحَفى على حكم العسكر المزعوم!

طبعا هذه الصحف حرة فى ما تنشره، الذى لا يهم أحدًا فى مصر، لكنها جزء من صورة مصر فى الخارج بعد ثورة ثلاثين يونيو، وهى صورة مشوهة وكذوبة يتسع تشويهها كل يوم بسبب خيبة الدولة المصرية المذهلة وانهيار كفاءة أجهزتها البالية، فضلا عن قدرة الإخوان وأموالهم وآلتهم الدولية ونشطاء الإنترنت والمنظمات الممولة أمريكيًّا وقطريًّا.

طبعا ما تكتبه ببغاوات الصحف الغربية عن مصر يُعرِّى الجهل الرهيب بالبلد وما يحدث فيه. ويستمد الإعلام الأجنبى معلوماته عن مصر من الخرتية الذين يعملون فى بعض منظمات حقوقية وسياسية مموَّلة، ومن بعض مراسلين درجة تانية، يتصورون بعد جلسة فى بار فى وسط البلد أو دقائق مع مسؤول فى مكتبه أو قراءة حسابات «تويتر» مكتوبة بالإنجليزية لمصريين، أنهم صاروا خبراء بالشأن المصرى، فيكتبون ما يرضى إدارة جريدتهم عن حكم العسكر طبعا، وحرية الرأى المنتهكة وحقوق الإنسان الضايعة، وشباب الثورة الذى يملأ السجون، وسيسى قاتل، وسيسى خائن، والذى منه.

تقرأ الصحف الأجنبية وهى تمتدح وتنتصر للشعب الأوكرانى الشقيق الذى أجرى انتخابات الرئاسة دون أن يشمل التصويت ثلث أوكرانيا جغرافيًّا، بينما تلعن انتخابات مصر وتراها بلا مصوتين، فالخمسة والعشرون مليونًا بالنسبة إليهم أكياس من البطاطس المحبة للعبودية طبعا!

أما وسائل التواصل الاجتماعى فإنها مراحيض عامة لأى مُتقوِّل على مصر وشعبها وحكومتها والانتخابات والسيسى، وللأسف لا تملك ما تملكه المراحيض العامة من عمال ينظفون وساخاتها آخر الليل!

ها هو ذا رئيس جديد يأتى لمصر وبلده منتهَك إعلاميًّا عند اللى يسوى واللى مايسواش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *