إبراهيم عيسى يكتب | حرب الانحطاط
يؤسفنى أن أصارحكم بالحقيقة، أمريكا وإيران وأمراء النفط (بعضهم مارق عن حكومته وبعضهم تستخدمه حكومته) يخططون ويمولون ويدربون لمعركة الفتنة المذهبية الكبرى بين السنة والشيعة.
بعد وفاة جمال عبد الناصر تم تجهيز كل شىء، رحل الرجل ليحكم العالم العربى الأشباه.
مليارات التمويل وخطط الأمريكان ورجال الدين الغلاة الأفظاظ الغلاظ، وأمراء ومشايخ فى دول الخليج سلموا عقولهم للتطرف والتشدد، وتم تدشين الحرب الأفغانية القذرة التى مولتها السعودية بحماقة كارثية (تكرر بعض مظاهرها فى سوريا والعراق)، وتورطت فيها مصر بتبعيتها المزرية للأمريكان وقتها، وتجندت فى معركة الفتنة القذرة جماعات ومنظمات وشخصيات ومؤسسات وصحف وقنوات تليفزيونية ومساجد وجوامع.
الآن نحن نشاهد فى العراق وسوريا ولبنان (حمى الله مصر بشعبها وجيشها) «داعش» التى هى ربيبة الجهد الأمريكى السعودى الإيرانى لتدمير التعايش الدينى بل والوطنى بل والإنسانى فى المنطقة العربية، حرب بلا هوادة بين رجال يزيد بن معاوية وشيعة الحسين بن على.
الجرح الذى لا يريد أحد تنظيفه من ألف وأربعمئة سنة لايزال يرمى بقَيْحه علينا.
نحن ندخل بخطوات غبية ومخلصة ومهووسة حرب الفتنة بين السنة والشيعة، بمختلين يجلسون على مقاعد المسؤولية، ومجرمين يمرحون بتطيير الرؤوس، بالمال القطرى من المخابرات القطرية ومن جمعيات ومنظمات ومشايخ وأمراء يستخدمون المال السعودى والكويتى لتمويل وتسليح كلاب متوحشة تنهش فى لحم العرب، وعلى الجانب الآخر إيران باستخدام واستغلال متعصبين موتورين ومسؤولين وشخصيات عميلة ومنظمات تابعة، تدير معركة النفوذ الإيرانى باستغلال الشيعة المواطنين والشيعة المذهب.
حرب السنة والشيعة هى أكثر خطط الأمريكان والصهاينة نجاحا، لأنها استغلت جهلة المسلمين والانحطاط الفقهى الذى تعيشه الأمة والأموال السائلة السائبة السهلة التى يملكها عرب النفط وتكنولوجيا النت والفضائيات والتواصل الاجتماعى التى صنعها الغربيون والصهاينة لهذا اليوم، يوم يضحكون على هؤلاء الأغبياء المرضى الذين يقتل بعضهم بعضًا لأسباب وهمية وتافهة يجعلونها أُسَّ الدين وأسس العقيدة.