مجموعة سعودي القانونية

عمرو خفاجى يكتب | عن الذهاب مبكرا للعمل

عمرو-خفاجى

أتابع بانتطام النقاشات العامة الخاصة بمسألة بدء العمل فى ساعة مبكرة من الصباح، سواء على مستوى الجهاز الإدارى للدولة، أو حتى بعض الاقتراحات التى تذهب لضرورة بدء ذلك من العمل فى البنوك على اعتبار أن البنوك قاطرة تحرك الأعمال، وبالتالى تستطيع أن تخلق مجالا للأعمال فى هذا الوقت المبكر، فهمت أن الذهاب مبكرا للعمل يأتى فى إطار مبادرات خجولة للدعوة للعمل أصلا بعدما تنامى الإحساس العام بأن لا أحد يعمل، أو هكذا يعتقد البعض، والدعوات الموجودة حاليا كلها دعوات حماسية أو عاطفية تتماهى مع إشارات سابقة من الرئيس السيسى وقت أن كان مرشحا أو يستعد للترشح، وفهمت أيضا أن الحكومة الجديدة مشغولة بالأمر وبدأت تتحدث فى ذلك مع منتسبيها، وإن كانت لم تتعامل بعد باعتباره قرارات أو قواعد واجبة التنفيذ، وإن كان الاتجاه العام بدأ فى الميل لاعتبار الذهاب للمكتب مبكرا أمر قادم لا محالة.

النقاشات تكشف عن رغبات حقيقية للانصياع لهذه الفكرة، فى إطار من الهمة التى يعتقد البعض أنه آن الآوان لها، لكن فى ذات الوقت لم يناقش أحد الدوافع التى تقف خلف هذا القرار، والأسباب التى تجعلنا نعجل به، وهل نحن فعلا لا نعمل، وصار ذاك واضحا للعيان، وهل انخفضت إنتاجية المصرى أكثر مما كانت عليه قبل الثورة، وهل صحيح أن الأرقام التى تتردد فى وسائل الإعلام دقيقة بشأن أن الموظف المصرى يعمل ٢٧ دقيقة فى اليوم، وفى تقديرات أخرى أكثر تشاؤما، ١٣ دقيقة فقط فى اليوم، هل كان هذا هو الدافع، وإذا افترضنا أنه الدافع فماذا سيفعل الذهاب مبكرا لوقت العمل لكبح جماح هذا الانفلات من عدم الإنتاجية، وهل ما ينقصنا فعلا وجود الموظفين على مكاتبهم مبكرا؟

أعتقد أن الدعوة للعمل مبكرا فكرة لا بأس بها، ولكن يجب أن توضع فى إطار من وضوح الأهداف، خاصة احترام بدء يوم العمل، وانضباط الأداء، وأيضا لحساب عدد ساعات العمل التى نعانى من أنها مجرد دقائق، وهذا يعنى أن العمل مبكرا سيصبح بلا قيمة إذا ما انصرف العاملون مبكرا أيضا، نحن فى احتياج حقيقى لحالة من الانضباط المقيد بلوائح وقوانين حتى يكون هناك حساب وعقاب، أما فرحتنا بالذهاب مبكرا لأشغالنا دون أى مردود إنتاجى، فهذا أمر لا معنى له سوى استمرارنا فى خداع أنفسنا وربما أيضا نفاقا للسيد الرئيس والذى سنذهب مبكرا للعمل بناء على توجيهاته، لكننا لن نعمل أبدا أى كان الشخص صاحب التوجيهات، وهذه هى أزمتنا الحقيقية التى يجب أن نواجهها من دون توجيهات السيد الرئيس، فلا رئيس قادر على تغيير ثقافتنا تجاه العمل، ولا عاطفة وطنية فقط ستحسن الأداء، وإنما معادلة العمل بالأجر وعدالته، هو الذى سيفعل ذلك، وهذا لا ينطبق فقط على الأعمال الصعبة والأجور الزهيدة، بل هو أيضا يجب أن يذهب إلى الذين يتقاضون أجورا، حتى ولو زهيدة، دون عمل من الأساس، وراجعوا جيدا ماذا يفعل عشرات الآلاف من موظفى هذه الدولة التى تعانى نقصا كبيرا فى كثير من قطاعاتها، قبل ان نستيقظ مبكرا للذهاب للعمل، علينا أن نعى مبكرا أين بالتحديد مصيبتنا فى ثقافتنا الإنتاجية.

أتابع بانتطام النقاشات العامة الخاصة بمسألة بدء العمل فى ساعة مبكرة من الصباح، سواء على مستوى الجهاز الإدارى للدولة، أو حتى بعض الاقتراحات التى تذهب لضرورة بدء ذلك من العمل فى البنوك على اعتبار أن البنوك قاطرة تحرك الأعمال، وبالتالى تستطيع أن تخلق مجالا للأعمال فى هذا الوقت المبكر، فهمت أن الذهاب مبكرا للعمل يأتى فى إطار مبادرات خجولة للدعوة للعمل أصلا بعدما تنامى الإحساس العام بأن لا أحد يعمل، أو هكذا يعتقد البعض، والدعوات الموجودة حاليا كلها دعوات حماسية أو عاطفية تتماهى مع إشارات سابقة من الرئيس السيسى وقت أن كان مرشحا أو يستعد للترشح، وفهمت أيضا أن الحكومة الجديدة مشغولة بالأمر وبدأت تتحدث فى ذلك مع منتسبيها، وإن كانت لم تتعامل بعد باعتباره قرارات أو قواعد واجبة التنفيذ، وإن كان الاتجاه العام بدأ فى الميل لاعتبار الذهاب للمكتب مبكرا أمر قادم لا محالة.

النقاشات تكشف عن رغبات حقيقية للانصياع لهذه الفكرة، فى إطار من الهمة التى يعتقد البعض أنه آن الآوان لها، لكن فى ذات الوقت لم يناقش أحد الدوافع التى تقف خلف هذا القرار، والأسباب التى تجعلنا نعجل به، وهل نحن فعلا لا نعمل، وصار ذاك واضحا للعيان، وهل انخفضت إنتاجية المصرى أكثر مما كانت عليه قبل الثورة، وهل صحيح أن الأرقام التى تتردد فى وسائل الإعلام دقيقة بشأن أن الموظف المصرى يعمل ٢٧ دقيقة فى اليوم، وفى تقديرات أخرى أكثر تشاؤما، ١٣ دقيقة فقط فى اليوم، هل كان هذا هو الدافع، وإذا افترضنا أنه الدافع فماذا سيفعل الذهاب مبكرا لوقت العمل لكبح جماح هذا الانفلات من عدم الإنتاجية، وهل ما ينقصنا فعلا وجود الموظفين على مكاتبهم مبكرا؟

أعتقد أن الدعوة للعمل مبكرا فكرة لا بأس بها، ولكن يجب أن توضع فى إطار من وضوح الأهداف، خاصة احترام بدء يوم العمل، وانضباط الأداء، وأيضا لحساب عدد ساعات العمل التى نعانى من أنها مجرد دقائق، وهذا يعنى أن العمل مبكرا سيصبح بلا قيمة إذا ما انصرف العاملون مبكرا أيضا، نحن فى احتياج حقيقى لحالة من الانضباط المقيد بلوائح وقوانين حتى يكون هناك حساب وعقاب، أما فرحتنا بالذهاب مبكرا لأشغالنا دون أى مردود إنتاجى، فهذا أمر لا معنى له سوى استمرارنا فى خداع أنفسنا وربما أيضا نفاقا للسيد الرئيس والذى سنذهب مبكرا للعمل بناء على توجيهاته، لكننا لن نعمل أبدا أى كان الشخص صاحب التوجيهات، وهذه هى أزمتنا الحقيقية التى يجب أن نواجهها من دون توجيهات السيد الرئيس، فلا رئيس قادر على تغيير ثقافتنا تجاه العمل، ولا عاطفة وطنية فقط ستحسن الأداء، وإنما معادلة العمل بالأجر وعدالته، هو الذى سيفعل ذلك، وهذا لا ينطبق فقط على الأعمال الصعبة والأجور الزهيدة، بل هو أيضا يجب أن يذهب إلى الذين يتقاضون أجورا، حتى ولو زهيدة، دون عمل من الأساس، وراجعوا جيدا ماذا يفعل عشرات الآلاف من موظفى هذه الدولة التى تعانى نقصا كبيرا فى كثير من قطاعاتها، قبل ان نستيقظ مبكرا للذهاب للعمل، علينا أن نعى مبكرا أين بالتحديد مصيبتنا فى ثقافتنا الإنتاجية.

اقرأ المزيد هنا: http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=21062014&id=ca46cbd5-f801-4303-b1b2-ec5ac8ff2e60

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *