إبراهيم عيسى يكتب | الخلافة فى لانجلى
«داعش» هى جماعة الإخوان دون مساحيق تجميل
نفس المنبع وذات المصب، الاختلاف فقط فى التفاصيل!
هل أدهشك أن جماعات القتل والإرهاب التى تسمِّى نفسها جهادية، والقرضاوى وشركاه من شيوخ الفتنة والخيانة والإخوان والسلفيين إياهم، نابذوا «داعش» حين أعلنت الخلافة، ورفضوا الاعتراف بها؟ ليس رفضًا للقتل والإرهاب والمتاجرة بالدين والنصب على الشعوب وخداع المغفلين فى مشارق الأرض ومغاربها من الصبية والمراهقين والجهلة الذين يصدقون وهم الخلافة، بل لأنهم ينافسون «داعش» فى الوجاهة والزعامة وفى التمويل من الحكم القطرى والتركى وجمعيات الكويت والسعودية.
صنائع السعودية يخاصمون صنائع قطر، وعملاء أمريكا ينافسون عملاء إيران، وفى السكة تفجير للفتنة بين السنَّة والشيعة برايات الجهل والتعصب والتطرف.
ليس فى الإسلام لا سُنّة ولا شيعة. الإسلام لا يعرف المذاهب ولا التعصب لها ولا احتكار الدين ولا طبعًا المتاجرة به، كما أن الإسلام لا يعرف الخلافة الإسلامية التى يقطرون كذبًا باسمها على الناس.
الخلافة نظام حكم اخترعه المسلمون بعد تمرد معاوية ضد على بن أبى طالب، وهو نظام حكم نجح أحيانا وفشل كثيرًا، والقبول به والسعى له ليس شرطًا لإسلام أحد ولا فرضًا من فروض الإسلام (الذين يعتقدون أن الإمامة فرض دينى هم الشيعة فقط).
أى خلافة تلك التى يدعون لها الناس ويذبحون لها الرؤوس ويمزقون بها الأوطان؟ الخلافة التى شهدت أول حرب أهلية فى تاريخ الإسلام بحثًا عن مقعد الحكم، حيث اقتتل مسلمو الخلافة فى ما بينهم وقتل فى معركة الجمل أكثر من عشرين ألفا وفى صفّين نحو ثلاثين ألفا. خلافة بنى أمية التى أباحت أعراض نساء المدينة المنورة واغتصبوا فى ثلاثة أيام ألف امرأة فى واقعة الحرة. الخلافة التى ضربت الكعبة بالمنجنيق وحطمت أسوارها وصلبت فوقها جثث الرجال. خلافة بنى أمية التى قتلت وذبحت حفيد النبى فى كربلاء. الخلافة العباسية التى صار اسم أشهر خلفائها السفاح، واستكملت المذابح الجماعية للمعارضين والخصوم السياسيين، وسقطت عواصمها أمام التتار والمغول، ولم تدافع عن القدس التى احتلها الصليبيون مئتى عام، بينما كانت المنابر تدعو للخلفاء. الخلافة العثمانية التى علقت رأس بطل مثل طومان باى على باب زويلة، واحتلت إنجلترا مصر أربعة وسبعين عاما، وهى تابعة للخلافة الإسلامية، بل واحتل الفرنسيون الجزائر وتونس والمغرب التى كانت تخضع للخلافة العثمانية. لا تنسوا أيها الغافلون أن اتفاقية «سايكس بيكو» قسمت الأوطان العربية والخلافة موجودة والخليفة يمشى فى مواكبه فى الآستانة.
الخلافة كانت نظام حكم، شهدت فتوحات وانتصارات وتقدما علميا، كما شهدت مآسى ومهازل واستبدادًا وفسادًا، شأنها شأن أى إمبراطورية سبقتها أو لحقتها.
لننقذ الإسلام من خلافتهم التى يبدو أن مقرها فى مقاطعة لانجلى فى ولاية فيرجينيا، حيث مبنى المخابرات المركزية الأمريكية!