مجموعة سعودي القانونية

عمرو حمزاوى يكتب | مشاهد متضاربة

عمرو حمزاوي

عزيزى المواطن، الكيانات الحزبية والسياسية والشخصيات العامة تعرض عليك هذه الأيام مشاهد متنوعة وتنقل إليك انحيازات متضاربة.

تصدر بيانات متتالية عن بعض هذه الكيانات بشأن الانتخابات البرلمانية القادمة والتحالفات الانتخابية والسياسية، تتعدد تصريحات قيادات حزبية وشخصيات عامة عن مبادئ وأهداف التحالفات وحدود دمج أو استبعاد كيانات أخرى، يشير التنظيميون داخل بعض الأحزاب السياسية إلى صعوبات التحالف الانتخابى والصراع على أعداد المرشحين ومقاعد القوائم، يغيب إلى حد بعيد التعامل الجاد مع الكثير من القضايا المطروحة على مصر إن التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لقرارات تعديل سياسات الدعم والتسعير أو الانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان وللحريات أو العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى فى غزة والموقف الرسمى والشعبى والإعلامى منه.

أنت هنا، عزيزى المواطن، أمام كيانات حزبية وسياسية وشخصيات عامة ترتبط أولوياتها عضويا بالانتخابات البرلمانية القادمة وتختزل قضايانا فى بيانات/ وثائق/ تصريحات/ جلسات التحالفات الانتخابية والتوزيع الاستباقى لمقاعد مجلس النواب.

على النقيض من ذلك، تنتج الأصوات والمجموعات المدافعة عن الديمقراطية والمبادرات الحقوقية والحركات الشبابية وبعض الكيانات الحزبية الصغيرة حالة من التجرد من المعادلات الانتخابية والحسابات السياسية الضيقة وتعرض عليك، عزيزى المواطن، مشهدا بديلا جوهره المطالبة بوقف الانتهاكات واستعادة المسار الديمقراطى والبحث عن سبل الانتصار للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والكرامة الإنسانية للفقراء ولمحدودى الدخل وممارسة التضامن الفعال مع الشعب الفلسطينى فى غزة الذى يواجه آلة القتل الإسرائيلية.

تجسد الحملة الشعبية لدعم الانتفاضة الفلسطينية المشهد البديل بحيوية واضحة؛ جلسات متتالية للتنسيق بهدف التضامن مع الشعب الفلسطينى، مكاتب نقابية وحزبية وسياسية تتلقى المساعدات العينية لإغاثة أهل غزة وتسيير القوافل، مؤتمرات صحفية وجماهيرية لإنقاذ الرأى العام المصرى من الفاشية التى ضربت الإعلام ودفعت وسائله إلى الترويج لخطاب كراهية فلسطين وتجريم المقاومة. وحين تدرك، عزيزى المواطن، أن ذات الأصوات والمجموعات والمبادرات والحركات المشاركة فى الحملة الشعبية لدعم الانتفاضة هى التى تتصدر أيضا حملات كالحرية للجدعان وحملات أخرى تطالب بالإفراج عن المعتقلين والتحقيق فى التقارير المتواترة عن حالات تعذيب ومحاسبة المتورطين فى الانتهاكات والقمع ومقاومة الغلاء وتطبيق الحد الأدنى والأقصى للأجور، ستجد نفسك أمام نهج يقاوم اختزال قضايا مصر فى تحالفات انتخابية ومقاعد برلمانية وتأييد أحادى لمنظومة الحكم/ السلطة ومن ثم دفعها إلى المزيد من الانفرادية ومواصلة إماتة السياسة. ستجد نفسك أمام نهج يتعامل بجدية مع أوضاعك الاقتصادية والاجتماعية، ولا ينتظر لكى يطالب بوقف الانتهاكات والقمع أن يصبح تحت قبة البرلمان أو أن تتراجع فاشية الإعلام وهيستيريا النقاش العام.

مشاهد متضاربة، عزيزى المواطن، لكل منها نهج وأولويات وأهداف متناقضة. ودورك أنت هو أن تحدد مكانك ومن تؤيد أو مع تتعاطف.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر:الشروق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *