|ترجمة: ريم غنايم|
الآنَ، لو كنتَ تدرّس الكتابةَ الإبداعيّة، سأَلَني، ماذا كنتَ
ستقولُ لهم؟
كنتُ سأقولُ لهم أن يعيشوا قصّة حبّ
تعيسة، وأن يُصابوا بالبواسير، وفساد الأسنان،
أن يشربوا النبيذَ الرخيص،
أن يواصلوا تبديل رأس السرير
من حائطٍ إلى حائط
ثمّ كنت سأقول لهم أن يعيشوا
قصّة حبّ تعيسة أخرى
وألاّ يستخدموا أبدًا شريط آلةٍ كاتبةٍ
حريريًّا،
امتنِعوا عن النّزهات العائليّة
أو التقاط الصّور في حديقة ورود؛
اقرؤوا همينغواي مرّة واحدة فقط،
تجاوزوا فوكنر
تجاهلوا غوغول
تأمّلوا صُور جيرترود شتاين
واقرؤوا شيروود أندرسون في السرير
وأنتم تأكلون مقرمشات ريتز،
افهموا أنّ من يواصلون
الحديث عن التحرّر الجنسيّ
أكثر خوفًا منكم.
استمعوا إلى إي. باور بيغز يعزفُ على
الأرغُن عبر مذياعكم وأنتم
تلفّون تبغَ بول دورهام في الظلام
في مدينة غريبة
ولم يتبقّ سوى يوم على الإيجار
بعد أن هجرتُم
الأصدقاءَ، والأقاربَ والوظائف.
لا تعدّوا أنفسكم ذوي رفعة و/
أو جمال
ولا تحاولوا أبدًا.
عيشوا قصّة حبّ تعيسة أخرى.
ارقبوا ذبابةً على ستارةٍ صيفية.
لا تحاولوا أن تنجحوا أبدًا.
لا تلعبوا البلياردو.
اغضبوا بوجه حقّ عندما
تجدون إطار سيّارتكم مفرغًا.
تناولوا الفيتامينات لكن لا ترفعوا الأثقال أو تهرولوا.
وبعد كلّ هذا اعكسوا الآية.
عيشوا قصّة حبّ جيّدة.
والشّيء
الذي يمكنكم أن تُبصروه
هو أنّ ما من أحدٍ يعرف شيئًا-
لا الدولة، ولا الفئران
ولا خرطوم مياه الحديقة أو نجمة الشمال.
وإن ضبطتموني يومًا
أدرّس حصّة الكتابة الابداعيّة
وأعدتُم قراءة هذا عليّ
سأمنحكم العلامة “أ”
تمامًا فوق برميل
المُخلّلات.