المحامي ربيع جمعة الملواني يكتب .. المحاماة كما يجب أن تكون
المحامي ربيع جمعة الملواني يكتب .. المحاماة كما يجب أن تكون
العدالة ليست قراءة متأنية لقاض لا يجد الوقت لمتابعة وتصفح كل اوراق الاتهام او الادعاء التي اصبحت تقدر بالكيلو…
العدالة تخرج من رحم قراءتين مختلفتين قراءة الدفاع وقراءة الاتهام و الادعاء….
ومنهما يترجح لقاضي المنصة ايهما التي يتحقق بها تطبيق مواد العقاب او مواد الادعاء…
فاذا أسقط الحق والحماية المشروعة عن الدفاع في ابداء دفاعه ودفوعه وعرض اوجه الخلل والتناقض ومخالفة الواقع وتشريح عناصر الاتهام وتفسير النصوص القانونية ورأي الفقهاء المتعدد فيها فطبيعي ان تنهار العدالة بكل روافدها…
ان المحاماة هي الأولي بالحماية والمحامون هم الاجدر بالحصانة فلا دفاع في ظل الخوف….. فالاصوات العالية الغير مرتجفة التي تقرع آذان المحكمة بدفوعها وما تثبته محاضر الجلسات هي الهالة التي يستمد منها القاضي اسباب حكمه ردا عليها او رفضا باسباب سائغه….
واذا لم تكن المحاماة بخير تنهار العدالة وتتساقط اوراق الطمأنينة امام المتقاضين فيصبح اللجوء للقضاء درب من دروب العبث….
يا سادة اذا لم يستفق المشرع النيابي لرسم خارطة المستقبل بمعاونة العقلاء الذين يبحثون عن دولة المؤسسات فيعيدوا للمحاماة وجهها باقرار نصوص حقيقية تعيد لها دورها…….
فلا تنتظروا العدالة في بلاد ارتقي فيها الفساد الي مرحلة هدم مثل هذا الصرح الذي انطلقت منه حملات الدفاع عن الحريات و حماية حقوق الافراد المشروعة من تغول السلطات عليها…
انها المحاماة كما يجب ان تكون رائدة متحررة من قيود الخوف والارتعاش والسقوط في معركة الانظمة التي لا تريد لمثل هذا الكيان النهوض….
نقابة المحامين ومهنة المحاماة تستوجب اعادة التشييد والبناء…