ابراهيم عبدالعزيز سعودي يكتب : التجرد الحقيقي والتجرد الزائف
ابراهيم عبدالعزيز سعودي يكتب :
التجرد الحقيقي والتجرد الزائف
الطريق الى اصلاح نقابة المحامين ( 4 )
تنويه افتتاحي : هذا مقال صادم أنصح كثيرين بعدم قراءته
هذه لحظة لا تحتمل أنصاف الحلول ، لقد أفسدت سنوات الحراسة وما بعدها المنظومة المهنية والنقابية والوطنية الصادقة المتجردة التى قامت عليها نقابة المحامين عبر تاريخها الطويل ، ففسدت معها منظومة العمل النقابي واختلت معاييره ، فعشنا مرحلة بالغة القذارة اختلط فيها الشأن النقابي بالشأن السياسي ، فتتالت جنايات السياسة على النقابة حتى بلغت أخطر المراحل في تاريخها حين تسلطت عليها الجماعات والأحزاب وأصحاب الطموحات السياسية والنزعات النرجسية والديكتاتورية .
وقد قلت من قبل ، أنه علينا ـ معشر المحامين ـ جميعا أن نفكر فى هدوء حتى لا نقع فى نفس الأخطاء التى وقعنا فيها من قبل في نقابة المحامين ، وحتى لا تؤدي بنا المقدمات الحالية الى ذات النتائج السابقة ، علينا أن نعيد قراءة المشهد النقابي في مرحلة من أخطر المراحل في تاريخ نقابة المحامين ، لنبحث عن السبب الحقيقي فيما آل اليه حال هذه النقابة العريقة .
واتصور أن الرسالة الصادقة التي ينبغي أن يوجهها المحامون الى قائمة طويلة من الوجوه المحترقة و قائمة طويلة من الأسماء التي سئمناها وسئمتها النقابة ، رسالتنا لهم أنه قد آن الأوان لكى يجلسوا بصدق مع أنفسهم وبعضهم البعض ليراجعوا تاريخهم مع نقابة المحامين والمحاماة ، بعد أن تصارعوا عليها زمنا وتبادلوا معا السيطرة على مقاليدها طويلا ، ومن يريد أن يصدق مع نفسه منهم عليه أن يبتعد من تلقاء نفسه قبل أن يبتعد عنه المحامون ، فلعله قد حان الحين لحساب النفس قبل حساب المحامين فنقابة المحامين ليست ضيعتهم التي يتخاصمون ويتصالحون عليها .
وعلى كل من يدعو متجرداً الى التغيير والاصلاح أن يكون متسقاً مع نفسه ومع دعوته وانه كما نطالب نقيب المحامين الممتدة ولايته قهراً على المحامين بالتخلي عن التمسك بالمقعد رغبة في التغيير ، فإن التغيير يجب أن يطال كل من سبق وأن شغل منصب النقيب أو منصباً مؤثراً في صناعة القرار في مجلس النقابة العامة للمحامين ، ولم يصنع أو يقدم شيئاً للمحاماة أو المحامين .
إن دعاة الإصلاح يجب أن يقدموا مثالاً ناصعاً للتجرد الحقيقي لا التجرد الزائف الذي يدعي التجرد وعينه وقلبه معلقان بالمناصب .
يا من شاركتم عمدا أو عن غير عمد في افساد نقابة المحامين طويلاً ، ندعوكم جميعا لله ولأنفسكم من قبل ، ولنا وللمحاماة وللنقابة من بعد ، أن تستريحوا قليلا وترفعوا عنا وعن أنفسكم هذا العناء ، وكفاكم ما جرى على أيديكم لنقابة المحامي.
فكيف واتتكم هذه الجرأة لتطلبوا منا أن نعيد انتخابكم تارة أخرى ، فإذا نحن انتخبناكم فمن ذا الذي يحاسبكم على إهدار أموال النقابة وعلى تلميع وجوه وضمائر مطفأة وافادة شلة محدودة ومحددة ومعروفة من حملة المباخر والمهرجين ، ومن ذا الذي يحاسبكم على ضياع المحاماة والمحامين ونقابتهم ، وتراجعها وانهيارها مهنيا ووطنيا وأدبيا ، وكلكم كان معولا من معاول هدمها صغر المعول أم كبر .
استريحوا قليلا إذا سمحتم ، عودوا إلى مكاتبكم ودعونا نبنى نقابتنا من جديد ، اتركوا الفرصة لوجوه لم تحترق ، وضمائر لم تهترىء ، وأفكار لامعة لا يعلوها الصدأ ، فقد تركوها لكم مرات فلم تفلحوا حتى كادت النقابة أن تصل الى الخراب ، فهل ستسعدون بالجلوس على تلها .
يا سادتي : سمعنا لكم كثيرا ، فهل تسمعون لنا اليوم لنغلق هذه الصفحة من تاريخ نقابة المحامين
اللهم قد بلغنا …. اللهم فاشهد
تنويه ختامي : هذا مقال لا يعبر سوي عن الرأي الشخصي لي .